مخطط حرمنة لنهب البلد

زاوية الكتاب

زايد الزيد يكتب أسماء مشاريع تحفل بالتجاوزات والإختلاسات بلا رادع

كتب 4450 مشاهدات 0

ستاد جابر  - ارشيفية

لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونسمع فيه عن مناقصات تتم ترسيتها على قلة القلة من التجار واقصد بهؤلاء هم ما يمكن ان تطلق عليهم اسم «القائمة الذهبية للفوز بالمناقصات المليارية»، وأعضاء هذه القائمة عددهم محدود جداً لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وهم المحظيون بالفوز بالمناقصات والمشاريع الكبرى، طبعاً هذا لا يعني عدم دخولهم في المناقصات الأقل قيمة، أبداً، فهم والله يزاحمون صغار التجار والمقاولين حتى بالمناقصات التي تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الدنانير!

ربما يقول قائل: انه من الطبيعي ان هؤلاء الذين تسميهم أعضاء «القائمة الذهبية بالفوز بالمناقصات المليارية» هم من يحصدون المناقصات الكبرى لانهم مؤهلون لذلك مالياً وفنياً، وربما يتساءل آخر: أنتم فعلاً يجب ان نطلق عليكم اسم «معشر المتذمرين»، تطلبون من الدولة ان تقدم لكم خدمات عالية الجودة وتتذمرون من عدم تنفيذ الدولة للمشاريع الكبرى التي تحقق رفاه المواطن، وحين التنفيذ تتصايحون وتحتجون بانها ذهبت لكبار التجار؟ وربما ينفجر ثالث بوجهك صارخاً: لماذا الحسد؟

المسألة ليست بهذا الشكل ولا بتلك البساطة، انما الاحتجاج الذي تجهر به قطاعات واسعة من الشعب، مردّه الى اننا لم نر مشروعاً صغيراً كان أو كبيراً إلا وتمت فيه التجاوزات أو السرقات أو الاختلاسات، وأفضل هذه المشاريع هي التي يتأخر تسليمها عن موعدها المحدد سلفاً لسنوات ويترتب على هذا التأخير (أو ان التأخير جاء بسببه) زيادة الأوامر التغييرية وارتفاع قيمتها المالية بالمخالفة للقانون، فالمشروع الذي يُرّسى بـ100 مليون دينار مثلاً ويفترض ان ينجز في ثلاث سنوات، تزيد قيمته بسبب الأوامر التغييرية الى ان تصل الى ضعف المبلغ الأصلي فتزيد عن 200 مليون دينار ويتأخر المقاول في تسليمه سنوات ربما تماثل عدد سنوات العقد أو تزيد عنها!

ليس في المسألة حسد، وليست القصة تذمراً بلا سبب، اعطونا مشروعاً واحداً تم الانتهاء منه في موعده المحدد، وتم انجازه وفق المواصفات المحددة، وبلا أوامر تغييرية؟!

انظروا الى مشروع محطة الصبية ومشروع ستاد جابر ومستشفى جابر وجامعة الشدادية، كلها انتهت مدد تسليمها لكنها لم تسلم بعد! وكلها تمت زيادة قيمتها عن القيمة الأصلية! وكلها ليست متطابقة مع الشروط والمعايير الفنية الموضوعة! فعن أي حسد أو تذمر تتحدثون؟!

الفساد ينخر في جسد الدولة، وأموال الشعب تنهب بلا رادع، فإلى متى تستمر هذه الحال؟ إن هذا الوضع يدفعنا للتساؤل: هل تعرف بعض أطراف السلطة وأعضاء «القائمة الذهبية للفوز بالمناقصات المليارية» شيئاً عن مصير الدولة ومدى بقائها في المستقبل القريب نحن لا نعرفه؟! وبالتالي فان هذه المعرفة هي التي تدفعهم للمشاركة في عملية النهب الواسع الذي تتعرض له أموال الدولة بشكل غير مسبوق؟!

النهار- كتب: زايد الزيد

تعليقات

اكتب تعليقك