ترشيد الإنفاق برأي الدعيج كذبة الحكومة الكبرى
زاوية الكتابكتب فبراير 10, 2014, 12:40 ص 402 مشاهدات 0
القبس
تنابلة الإنفاق الريعي
عبد اللطيف الدعيج
المبددون الحقيقيون للثروة الوطنية يرفعون شعار محاربة الفساد لتبرير استمرار تبديدهم للثروة. ويرفعون ايضا شعار «الترشيد»، طبعا الترشيد الحكومي بوصف التبذير الحكومي، والصرف غير المسؤول هو اس البلاء والسبب الوحيد للعجز القادم في الميزانية. كتبنا اكثر من مرة عن دعاوى الفساد، مما لم يعد لائقا تكراره حاليا. مع الثقة باننا سنضطر الى ذلك، حيث ان البعض لم يمل ولن يمل بالتأكيد من ترديد دعاوى الفساد المزعوم لمواصلة تبرير استحواذه على الثروة الوطنية.
الترشيد مثل محاربة الفساد كذبة كبرى لن يرجى منها حل حقيقي لازمة العجز القادم للميزانية. فالحكومات، وفي الواقع منذ سبعينات القرن الماضي او الالفية الماضية وحتى قبل سنوات لم تنفذ مشروعا واحدا. ولم تنفق الا على باب الرواتب والاجور. لقد كانت حركة التنمية والانفاق «السخي»، او التبذير بلغة البعض متوقفة بسبب انخفاض اسعار النفط، وبسبب الحرب التي شنها البعض لمحاربة المشاريع او التطوير البنيوي للبلد. ومع ارتفاع اسعار النفط أخيرا فان الانفاق الوحيد تجلى في الزيادات والمنح وتعديل الرواتب والمكافآت. واذا كان الترشيد المطروح يستهدف هذه فاهلا وسهلا به... لكن تبقى الحقيقة انه حتى ذلك لن يكون كافيا وانه ليس الحل.
الحل الحقيقي للعجز القادم يكمن فقط في ايجاد بدائل وردائف لمداخيل النفط. اي حل او علاج آخر هو تخدير او تأجيل، وليس حلا جذريا يعول عليه للقادم من سنين وقرون.
الترشيد المزعوم مثل محاربة الفساد المزعوم ليس حلا. لانه ليس هناك ما يمكن في الواقع ترشيده، فنحن بسبب عجز واستنكاف البعض عن العمل ننفق فقط على الضروريات، ونتعيش على الكفاف. وليس هناك هدر الا بسبب الانفاق على البطالة الحقيقية او المقنعة. اما المنتجون الحقيقيون والعاملون بصدق من الفنيين، فهم بالكاد مثل الوافدين يتلقون ما يستحقون من اجور. وليس عدلا ان ندفع بمن يعمل ويكدح من المواطنين، لان يعاني المزيد من الحرمان من اجل خاطر تنابلة الانفاق الريعي، والمعادين لروح العمل والانتاج.
تعليقات