الرئاسة لن تضيف للسيسي شيئاً.. هكذا يعتقد صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب فبراير 8, 2014, 1:38 ص 641 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / العرش والكرسي
صالح الشايجي
الزعامة بمعنى مباشر لها هي سلب الألباب والهيمنة على العاطفة الجمعية لشعب ما أو ربما أمة ما، وقد تتجاوز القطر والأمة لتشمل الناس في أقطار الأرض جميعها أو أغلبها.
وفي هذا الإطار أو ضمن هذا التعريف للزعامة يحضر بقوة الزعيم الهندي الكبير «غاندي» الذي ساهم في تحرير بلاده بمئزر وعنزة وعصا، وغادر الدنيا شهيدا دون طمع في كرسي الرئاسة.
وهناك أوجه عدة للزعامة الانسانية تتنوع وتتعدد، وثمة وجه آخر للزعامة البيضاء تمثله «ماما تريزا» التي نذرت نفسها لخدمة فقراء العالم من كل جنس ودين ولون.
الزعيم يعيش حتى بعد أن يموت ويبقى في ذاكرة الحياة خالدا.
أسوق هذا وأنا أتابع مجريات الترشيحات الرئاسية المصرية، وأبرز نجومها هو المشير «عبدالفتاح السيسي» الذي تشير الترجيحات إلى نيته الترشح لمنصب الرئاسة المصرية التي سيفوز فيها فوزا ساحقا لو عقد العزم وترشح، حيث لن يكون أمامه من منافس نظرا لشعبيته الكاسحة التي تأسست بناء على نصرته ثورة 30 يونيو 2013 حيث حقن الدماء المصرية ومنع قيام حرب أهلية كانت ستحرق يابس مصر وأخضرها لو أنه لم يتدخل بصفته قائد الجيش ويقوم بعزل الرئيس الذي طالب الشعب المصري بصوت واحد بعزله بعدما حاد عن جادة الحكم الرشيد والعادل.
هذا الفعل الوطني والإنساني الذي قام به السيسي نصبه زعيما لا يبارى وحل في مكامن القلوب المصرية وجعل منه رمزا وطنيا كبيرا تجاوزت رمزيته مصر لتشمل كثيرا من أقطار العالم وبالذات في الدول العربية.
وأن يقوم السيسي بترشيح نفسه للرئاسة فهو بذلك يتنازل عن عرش الزعامة الدائمة والخالدة ليتربع على كرسي مخلخل يجعله عرضة للنجاح والفشل والإخفاق في تحقيق آمال المصريين، وهو الأمر المرجح، لكون كثير من الدول وبالذات الأوربية والعظمى لا تبادله الهوى وتنظر إليه بريبة على أنه رجل صعب المراس لا يرخي عنانه للقائد الأميركي أو البريطاني أو غيرهما، لذلك ستعمل تلك الدول على إفشاله في مهمته الرئاسية.
ولا أظن الرئاسة ستضيف للسيسي بقدر ما ستأخذ من رصيده في قلوب الناس، فليته يعدل عن نيته ويكتفي بالزعامة الأدوم من الرئاسة، وتليق به أكثر مما تليق به الرئاسة.
تعليقات