وسائل النقل .. ما بين النعمة والنقمة

زاوية الكتاب

كتب 2660 مشاهدات 0

ارشيفية

قال الله تعالى في سورة الملك ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) ان من نعم الله سبحانه وتعالى ان خلق الله لنا البهائم لنركبها ولتحمل المتاع في السفر والترحال، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة النحل ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وجعل لنا لله سبحانه وتعالى الأرض ذلولا أي يسرها لنا فامشوا في مناكبها اي فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وان نعمه سبحانه ليس لها حد ولا يستطاع لها عد، ولا تحصى، فقال تبارك وتعالى في سورة إبراهيم ( وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).

ومن هذه النعم التي يسرها الله لنا نعمة ''السيارة'' التي سخرها لنا بالتنقل بأفضل الوسائل وأتم الراحة، ولكن للأسف في زمننا هذا كثر استخدامها بالطريقة الخاطئة، وان كانوا من قبلنا يكابدون في اسفارهم التعب ووهج الصحراء وحرارة وبرودة الجو، وان الناس في زماننا هذا لا يشعرون بشيء.

وان من الظواهر السلبية التي يستخدمها بعض الشباب 'الاستعراض وعرض المهارات' وقد تؤدي إلى الموت، ولا ننسى كثرة الحوادث المروعة التي تحدث في البلاد رغم كثرتها، فالمصابون بها ما بين كسير وجريح وميت، وليس بالافراد فحسب ولكن تتعدى الجماعات.

ولا شك ان وراء الكثير من ذلك المخالفات وتجاوز السرعات لم يجني أصحابها سوى الآلام والمآسي منها.

فكم من ام فقدت ولدها، وكم من زوجها فقدت زوجها، وكم وكم ... سلسلة لا تنتهي، ويقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، وهذا التهور ولامبالاة هو إلقاء النفس بتهلكة، وتعرض حياة الآخرين للهلاك وللموت، وأن الوعي من هذا الجانب جد خطير ومطلوب كل شاب وشابه، وكل من يملك وسيلة نقل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام)) رواه البخاري، وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام : (( كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم.

ونسأل الله ان يمن علينا جميعا بالأمن والأمان وان يحفظنا بحفظه.

الآن: تقرير - خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك