العاملون في النفط ليس على رأسهم ريشة.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1593 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  الاستجوابات الجنونية.. هل انتهت؟!

د. وائل الحساوي

 

يقول أحد الكتاب بأننا لم نعد نهتم لما يجري في المجلس ولا نتابع جلساته لأننا لا نشاهد فيه ما يثير الانتباه، واقول بأن هذا هو عين الصواب، فالمجلس ليس مكانا للفرجة والتصفيق او للوقوف مع فريق ضد الآخر، بل هو مطبخ لإصدار القوانين ومراقبة عمل السلطة التنفيذية.

هل تذكرون مجالس الامة خلال السنوات الماضية، وكيف تحولت الى حلبة مصارعة بين النواب والحكومة؟! وكيف كانت مكانا لإبراز العضلات واختبار القدرات اللغوية للنواب؟! وكيف استغلها بعض النواب لكسب اصوات الناخبين والبروز السريع بينهم وكيف تخللتها قواميس من الشتائم للوزراء ولكثير من الشخصيات المرموقة في البلد، وما يصاحب ذلك من شحن لنفوس الناس ضد كل من يتسلم وظيفة عامة؟! بل تحول مبنى المجلس الى حلبة مصارعة يؤمها المئات من اجل تشجيع المصارعين؟ الاستجواب الاخير للنائب عادل الخرافي لوزير الاشغال والكهرباء عبدالعزيز الابراهيم والذي اتفق الجميع على انه كان استجوابا راقيا هو مثال لما يجب ان تكون عليه الاستجوابات، فقد اثار الخرافي جميع النقاط التي هي موضع تساؤل من المواطنين حول عمل الوزارتين مثل تفتت الاسفلت على الطرق وغرق الطرق بسبب المطر، وجسر الصبية، وجسر الغزالي ومحطة الزور الكهربية وغيرها، وقد رد الوزير بردود منطقية على كثير من الاسئلة ودعم ردوده بصور واحصائيات كثيرة ازالت الشبهات.

بعدها قدم المجلس توصيات عدة للوزير بوجوب الاصلاح في وزارتيه بينما فشل في جمع اكثر من سبعة اصوات لطرح الثقة في الوزير، وبذلك حقق الاستجواب المطلوب منه واستفاد الوزير في معرفة جوانب الخلل في وزارته، واستفاد الناخب من معرفة ما يدور في البلد.

ان الدول الديموقراطية المتحضرة تشهد يوميا عشرات الاستجوابات لوزراء الحكومة بهدوء ومن دون ضجة ولا عنتريات، اما نحن فقد استغرقنا سنوات طويلة وتجارب مريرة لنصل الى تلك النتيجة ومع هذا فمازال من بيننا من يعتبر تغيير النهج والتعامل الراقي مع الحكومة هو نوع من الضعف الذي ينذر بدمار المجتمع، ويتحدث هؤلاء بكلمات كبيرة منها ان هذه الحكومة لا ينفع معها إلا الضرب على الرأس والفضح، ويعتبره الوسيلة الوحيدة للاصلاح!!

يابو عاصم... ورهم العين الحمرة!!

لسنا ضد التفاوض مع نقابة العاملين في البترول من اجل ايجاد حلول لمطالبهم المشروعة ولكن نتمنى من وزير النفط الدكتور علي العمير ان يكون حازما في انه لن يسمح بالاضراب مهما كانت الدوافع وراءه، فقد جربنا سابقا ثمن الخضوع المهين لمطالب عمال النفط والتي ادت الى الاختلال المهين في سلم الرواتب حتى اصبحت رواتب العاملين في النفط تعادل ثلاث مرات رواتب بقية موظفي الدولة. كل ذلك تحت بعبع الخوف من اضراب عمال النفط وانقطاع الامدادات النفطية عن البلاد.

يجب ان يدرك العاملون في النفط بأنهم جزء من العمالة الكويتية وليس على رأسهم ريشة، وما ينطبق على الآخرين ينطبق عليهم، نحن على استعداد لاقفال آبار النفط سنة كاملة والاكتفاء بصرف الفائض من الميزانية ولا ان نخضع للتهديد، حتى ما اسموه بمكافأة المشاركة في النجاح هي زيادة لا مبرر لها ما لم يتم تطبيقها على بقية موظفي الدولة، وتصل تلك المكافأة الى راتب 4 اشهر لكل موظف بغض النظر عن مستوى اداء الشركة، علما بأن شركات النفط لم تحقق اي نجاحات منذ عام 1992، ولم تقم بأي مشروع ناجح بل استفادت من زيادة سعر النفط.

ان الشرع والقانون والعقل ينهى عن تبذير الاموال وعن استغلال حاجة البلد لتحقيق مصالح لبعض العاملين دون وجه حق.

لقد أدب الرئيس الاسبق للولايات المتحدة رونالد ريغان العاملين في اهم قطاع حيوي في اميركا وهو التحكم بالطائرات (Airport controllars) عندما قاموا بالاضراب بأن جاء بعناصر من الجيش للقيام بعملهم واهملهم حتى اضطروا للتخلي عن اضرابهم ونحن ننتظر من د. العمير مثل هذا الموقف في قطاع النفط لكي نحرره من هؤلاء المتسلطين على رقاب البلد!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك