لا تعجزوا عن الإتيان بحلو الكلام.. فاطمة البكر ناصحة

زاوية الكتاب

كتب 652 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  الكلمة الصادقة

فاطمة عثمان البكر

 

• الألفاظ الجميلة تشيع السعادة والراحة، وتترك الأثر الساحر المدهش في النفوس.

الكلمة الصادقة الطيبة هي المفتاح السحري الذي تفتح به أبواب القلوب الموصدة، وحتى الحقائق القاسية يمكن ان تقال بلطف وبكلمات دافئة، فتخفف من الصدمة وتدعو إلى الاطمئنان.

الكلمة الصادقة هي صورتنا والمرآة التي تعكس معالم شخصيتنا، وبكل ما ينضح منها من مشاعر حب وفرح، وتفاؤل أو حزن وألم، هي سر النجاح في الحياة. ففيها يكمن - إلى حد ما - «فن» التعاطي مع الكلمة، انها المفتاح السري الذي بواسطته تفتح أبواب الصدق، وسوء اختيارها يوصد الأبواب. وقد تكون كلمة، مجرد «كلمة»، تحدث في الصمت فجوة وتحدث في المكان ضجيجا، فتصبح وجها يرتسم في المرايا، وقد تطبق على السكون الراسي في تعب مزمن، يتغلغل عميقا في الوريد.. وقد تبعث بالعمر وتقتلع ماضيه، وتجور على حاضره ومستقبله.. قد تفرج عن حزانى توغلوا في النسيان، فتجيء لتوقظهم ليعبروا إلى الغد، وتجعل لهم من الغد مسافة تنتظر موعدا مع الأمل.

الكلمة الطيبة لها وقع السحر في النفوس تزيد الحياة بهجة، و«الكلمة الخبيثة» تشعل الحروب وتحرق البيوت، وتشرّد النساء وتغرق صغارا في المجهول، فليس شرطا ان نكون أشراراً ان نقتل، ونرتكب بأيدينا الجرائم الكبيرة، وإنما يمكن ان نصنع الشر بكلمة! مجرد لفظ يقال فتنقلب الحياة وتمتد ألسنة اللهب، فلا تترك خلفها سوى الرماد والأطلال، فهناك من وجهت إليه كلمة قاسية، فدفع حياته ثمنا لتأثره البالغ منها.. لم يحتملها ورأى فيها إهانة وتدميرا لسيرته، فلم تمض ساعات قليلة حتى اصيب بأزمة قلبية فارق الحياة بعدها، وفي قلبه مرارة أبدية!

الألفاظ الجميلة تشيع السعادة والراحة، وتترك الأثر الساحر المدهش في النفوس، تتدفق صادقة.. دافئة فتعبر إلى القلوب والعقول والوجدان، وحتى الحقائق القاسية المريرة يمكن ان تقال بلطف، فتمنح قدرا من الجمال وقدرا من الاطمئنان. وهناك فرق شاسع بين باعة الكلام والأوهام، واولئك الذين يعبِّرون بالكلمة عن احاسيسهم التي تتدفق صادقة ودافئة.

نسعى الى الكلمة الصادقة المحسوبة المتزنة التي تتوافر فيها الإرادة والاختيار، فيا أمة البلاغة والبيان وقبلهما «القرآن» لا تعجزوا عن الإتيان بحلو الكلام!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك