حراك 'تويتر' الجديد إيجابي لا فوضوي.. برأي فوزية أبل
زاوية الكتابكتب فبراير 6, 2014, 12:45 ص 645 مشاهدات 0
القبس
حراك جديد.. أم فراغ سياسي؟!
فوزية أبل
اكتشفنا وجود فجوة كبيرة بين آراء الكثير من السياسيين ونبض الشارع.
التطورات المتسارعة في مصر وتونس تدعو إلى التأمل، فهما تحاولان تجاوز الصعاب وفتح الطريق أمام الاستقرار المبني على توافق وطني واسع، وكان فاعلاً دور القوى السياسية والمدنية والشبابية من دعم هذه المرحلة الدقيقة. في مصر استطاع الحكم الجديد أن يرسي قواعد أولية للاستقرار المنشود على الرغم من بقاء العديد من الخلافات. فلقد استطاع المصريون الجلوس على طاولة واحدة خوفاً على المستقبل، وخشية من أن تستغل قوى إقليمية التدهور الأمني والتشتيت السياسي لتنفيذ مآرب معينة.
وفي تونس تكررت التجربة، وتعثرت الحلول لأشهر طويلة، غير أن حركة النهضة عادت وتنازلت عن الحكومة، وعن طروحاتها المتعلّقة بالدستور، وأُقر الدستور الجديد ذو الطابع الليبرالي، الذي يكرّس حقوق الإنسان والمرأة، ووحدة البلد.
بينما الأجواء عندنا في الكويت يغلفها الالتباس، مع أن مشاكلنا وخلافاتنا أقل عمقاً بكثير، وأوضاعنا الاقتصادية أفضل بأضعاف. ومع ذلك، لم تتمكن القوى السياسية والمدنية والشبابية، وحتى المستقلة، من توظيف حالة الهدوء السياسي (تهدئة نسبية)، للخروج من حالة الانقسام الحاصلة ومن الخلافات المستحكمة بالنفوس.
وما يشد الانتباه، في الوقت نفسه، أن الشارع غير متفاعل مع أي مشروع سياسي مقترح، ولا يتجاوب سلباً أو إيجاباً مع تصريح هذا أو ذاك، والبيانات السياسية غالباً «ما تلقى إهمالاً، أو ربما تأجيلاً» للتفاعل معها.
فهل هذا يعني أن الشارع اليوم صار أقوى (بغض النظر عن الخلافات في داخله)، وهو الذي يفرض نفسه، فلا أحد يمكنه اجتذابه، ولكنه ساكت، إن لم نقل «متفرج أو مترقب»، أم هو مجرد فراغ سياسي أضفى على الشارع قوة؟!
هناك حراك يلفت النظر، وجدناه في الحملة على «تويتر» بعنوان «نصمم لكم ببلاش»، احتجاجاً على الشعار المعتمد للاحتفالات الوطنية، وتمت فعلاً إزالة الشعار، فهل هذه الحملة، وأيضاً ما سبقتها من حملات، واكبت موضوع الإسكان، وأخرى انطلقت ضد الطروحات الطائفية، وغيرها.. هي بداية لحراك جديد يأخذ سمة الإيجابية لا الفوضوية ولغة الإقصاء؟
حملات خرجت بعفوية من الرأي العام الكويتي، وليس من تيارات أو قوى معارضة، كشفت لنا صورة مغايرة عما كنا نسمعه من سياسيين وفي وسائل الإعلام، إلى أن جاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتضع الأمور في منحى آخر، واكتشفنا وجود فجوة كبيرة بين آراء الكثير من السياسيين ونبض الشارع.
من الواضح أن الحملات الشعبية تتواصل وتتنامى وتتفاعل إزاء أكثر من قضية، فهل هذا الحراك سوف يسد «جزءاً كبيراً» من الفراغ، لنكون أمام حراك كويتي «إيجابي»، وأمام مشهد سياسي جديد؟.. «ياليت»!
تعليقات