سالم الشطي لا يظن أن السلطة والبرلمان اليوم قادران على كسر عظام الفساد

زاوية الكتاب

كتب 727 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  تقليص الإنفاق.. و'الإصلاح'!

سالم الشطي

 

«تنظيف الفساد مثل تنظيف الدَّرّج، يبدأ من الأعلى نزولاً للأسفل» – لي كوان يو، أول رئيس وزراء لسنغافورة.

*

خطوة رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بترشيد الإنفاق بنفسه أولا، تستحق الإشادة، وتبشر بتعميم هذه السياسة على مختلف المؤسسات الحكومية، فبعد أن أمر بتخفيض مصروفات ديوانه وتقليص بند المهمات إلى النصف وخفض باب الهدايا من 9 ملايين إلى مليونين، أتوقع أن ينعكس ذلك على باقي الوزراء، والمسؤولين.

وإذا اعترفنا بوجود الفساد، وأنه بدأ يتغلغل في جسد مؤسسات الكويت الحكومية، فهذه خطوة كبيرة للعلاج، وليست العلاج نفسه، ولكن مجرد الوقوف عند مجرد الاعتراف «سذاجة سياسية» تسعى للدعاية الآنية فقط، فالواجب بعد وضع أيدينا على الجرح، وهو واضح جداً لكل منصف ومحايد، أن نبدأ بكسر عظم الفساد، وكنسه إلى مزبلة التاريخ، وهذه خطوة جريئة وكبيرة لا أظن بصراحة أن السلطة والبرلمان اليوم قادران عليها، ومع ذلك ومن باب التفاؤل نقول إن «ما لا يدرك جله لا يترك كله»، فخطوات محاربة الفساد، يجب أن تبدأ بأعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية أولاً، وهو ما بدأه فعلا الشيخ جابر المبارك، كما يجب أن تشمل إصلاح بنود بعض المناقصات التنفيعية الفاسدة، والتي تجعل البعض» فقط ينهش من جسد الكويت المالي ويقضي على ما تبقى في جيوب المواطنين، بل ويأخذ ربما من صندوق احتياطي الأجيال القادمة!

*

جمعية الإصلاح الاجتماعي، اسم رنان وشامخ في فضاء العمل الخيري الكويتي، قد تختلف أو تتفق مع بعض توجهات القائمين عليه، إلا أنك لا تملك إلا أن تقول من صميم قلبك: جزاهم الله خيراً على جهودهم الجبارة.

فالجمعية ولّادة، خرجت أجيالاً «خيرية» و «تربوية» متخصصة، في وقت لا تزال الساحة الكويتية متعطشة إلى المزيد من العمل الخيري والتربوي والأسري، فجمعيات مثل «الإصلاح» و«إحياء التراث» و«النجاة» و«عبدالله النوري» و«فهد الأحمد» وغيرهم لا يمكن إلا أن نعدها شامة على جبين الكويت بل العالم الإسلامي، وعندما يأتي كائناً من كان للطعن في إحداهم بمجرد الاختلاف السياسي فهذا يسمى باختصار «انحطاط سياسي»، فالكويت تنعم بالتعددية الفكرية والسياسية، وتعايش باحترام وتواصل اجتماعي، لدرجة أنك لا تستغرب إن وجدت طرفين «متناحرين» سياسياً يقدمون واجب العزاء لبعضهما أو المشاركة في التهاني والتبريكات! أما اسطوانة «الإخوان» وأنها جماعة إرهابية، فهذه أصبحت اسطوانة مشروخة، يحاول إعادتها تشغيلها رؤوس الانقلاب وأذيالهم من وسائل الإعلام المأجورة، فبعد أن كانت هناك صحف صفراء أصبح اليوم لدينا فضائيات صفراء وإعلام أصفر!

رحم الله أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، حين زاره الرئيس المصري السابق حسني مبارك ليحذره من «الإخوان»، فقال له باختصار: شكرا على النصيحة، وهؤلاء أولادنا.

*

الزيادة غير الطبيعية في أسعار العقار والسلع المختلفة واحتياجات الأسرة، واقع نعيشه، في ظل نقص تشريعي يقنن ذلك، وغض طرف حكومي على جشع بعض التجار.

ولكن نرفض بشدة أن تكون هذه القضية تكسباً سياسياً يعود بالسلب على الشعب، فالمطالبة بزيادة بدل الإيجار وعلاوة الأولاد قد نفرح فيها في البداية، كفئة الدخل المحدود من المواطنين، الذين لا نملك إلا الراتب الشهري الذي ننتظره بفارغ الصبر قبل موعد نزوله بأسبوع تقريباً.

ولكن الواقع العملي يؤكد أن هذه الزيادة ستعود عكسيا علينا، فالأسعار سترتفع ضعفي الزيادة المقررة، فإذا كانت أسعار الإيجارات ارتفعت أصلاً منذ تقديم هذا المقترح في المجالس المبطلة السابقة، وقبل إقراره، فكيف الحال لو تم فعلا إقرار هذه الزيادات؟! الله يستر علينا!

الجدية في مراعاة الشعب هي بالتوافق على قوانين تحمي الشعب من جشع التجار، ومن زيادة الأسعار.

*

برودكاست:

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: قد يُسلَب الإنسان بعض النعم، إما جزاء على عمل عمله واستحق عليه ذلك، وإما من أجل أن يترقى إلى درجة الصابرين، لأن الصبر درجة عالية لا تنال إلا بأسبابها.. فهل من مدكر؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك