لا يمكن الفصل بين التخلف وظاهرة الإرهاب الأعمى.. بنظر ظاري الشمالي
زاوية الكتابكتب فبراير 6, 2014, 12:25 ص 1005 مشاهدات 0
النهار
الدروازة / الإرهاب خارج الأمة
ظاري جاسم الشمالي
من يكفر الأمة ويستبيح دماءها وأعراضها وممتلكاتها ومستقبل دولها فإنه لا يبقى في الدائرة الإسلامية. ولا توجد مرجعية إسلامية معتبرة وأشدد على كلمة معتبرة سواء في الخليج العربي أو المشرق أو المغرب تبرر للارهاب المتفلت من كل عقال جرائمه سواء ضد المسلمين أو أهل الكتاب أو حتى الدول التي تربطها بدول الأمة الإسلامية مواثيق دولية ومعاهدات.
من الأزهر الشريف مرورا بجامعة الزيتونة وصولا الى المملكة العربية السعودية، ومن النجف الأشرف الى قم، لا يوجد مرجع فقهي معتبر الا وشجب وندد بارتكابات الارهاب الفظيعة التي فاقت كل تصور.
فإلى متى تقف هذه الأمة على المذبح منتظرة انهيار دولها وتفتت مجتمعاتها في عاصفة العنف الأعمى؟ الى متى نسمح لهذا المتعصب او لذاك أن يتلاعب بعقول شبابنا ويبيعهم ارضا او غداء في الجنة على طريقة صكوك الغفران في القرون الوسطى.
من نصب هؤلاء نوابا عن الله سبحانه وعن رسوله الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- ليصبح كل واحد منهم قسيما للجنة والنار؟ الا يشير هذا الى خفة في التعاطي مع شأن مقدس كالشأن الديني؟ خاصة عندما يصبح واضحا أن الفتوى تتغير بتغير المناخ السياسي.
الاسلام الذي أهدى للعالم أكثر حضاراته تألقا أصبح بصورته التي يسوقها هؤلاء معول هدم لكل الدول والمجتمعات فهل يعقل أن تكون هذه رسالة الله سبحانه في الأرض؟
نحن بحاجة ماسة الى ثورة في الفهم تشمل الدعاة والمبلغين، بحاجة الى سماع صوت المرجعيات الكبرى من اعلى المنابر في العالم الاسلامي، بحاجة الى نهضة ثقافية للأمة تفتح العقول المقفلة أو تقصيها عن التأثير في الأجيال الصاعدة، ومع هذا وفوق هذا بحاجة الى تنمية تمنع المجتمعات المتخلفة من تخريج اليائسين الذين سرعان ما يتحولون الى عبوات بشرية بين ايدي اؤلئك الذين يمارسون عمليات كي الوعي وتزوير الرسالة وتحريف الخطاب.
لا يمكن الفصل بين التخلف وظاهرة الارهاب الاعمى، فالأمية والجهل والفقر والبطالة تهيئ بيئات خصبة لجيوش الانتحاريين وادعياء التبليغ المنحرف ودعاة العنف الأعمى.
التخلف يشحن الجيل الصاعد بالغضب والارهاب يستثمر هذه الشحنة ليستكمل عملية التدمير الممنهج لدولنا ومجتمعاتنا.
تعليقات