كن صاحب مبدأ- يكتب العويد العتيبي
زاوية الكتابكتب فبراير 5, 2014, 12:16 م 3003 مشاهدات 0
كن صاحب مبدأ
بقلم
م.العويد عبدالرحمن العتيبي
المبدأ هو جوهر الروح الملموس ومن ليس لديه مبدأ في هذه الحياة فهو لا شي وهو النقطة الأولى التي ينطلق منها تفكير الإنسان في امر أو امور معينة، ومن ثم، منها يمكن تحديد ماهو الصواب الذي يتوافق مع هذه النقطة والخطأ الذي يتعارض معها. وبالتالي يمكن للإنسان ان يتخذ قراره وفقا لما توصل اليه من نتائج، وطبقا لمدى تمسكه وايمانه بضرورة تنفيذ ما لا يتعارض مع مبادئه لذلك سمي المبدأ جوهر الروح الذي من خلاله ينطلق الإنسان نحو أهدافة المنشودة وتعكس هذه المبادئ أهداف الإنسان وتطلعاته وذلك عن طريق ممارسته لهذه المبادئ التي تنظم بدورها السلوك البشري لذلك الشخص وطريقته في الوصول لأهدافه، ولو نقلنا هذه النظرية إلى واقعنا لرئينا حالة من عدم إتزان المبادئ لشخصيات كثيرة التي تبني مبادئها في كل موقف وترممه في مواقف آخرى ومن الطبيعي أن تكون هذه الشخصيات تعاني من عدم إتزان مبادئها وذلك نظراً لطبيعة إنسجام مصالحها مع تلك المبادئ لذلك نرى قرارات هذه الشخصيات تتناغم مع مصالحها الشخصية فقط.
واقعنا السياسي
عندما نرى طريقة الممارسة السياسية نرى شكل تقلب المواقف الذي يبنية البعض ويوظفه لصالح مصالحه الشخصية لذا نرى تقلب المبادئ لتلك الشخصيات حتى صنف أنه إنقلاب جذري للمواقف يعكس مدى عدم ثبات المبادئ والقناعات وأنها مكيفة على المصالح الشخصية فقط فهناك شخصيات تختلف بطبيعة مصالحها الشخصية عن شخصيات آخرى فهنالك أصحاب مصالح المناصب القيادية التي تبني مواقفها تبعاً لتلك المصالح وهنالك أصحاب المنافع التجارية التي تتقلب مواقفها نظراً لشكل التحالف الحكومي التجاري معها وآخرين متنفعين وراء مصالحهم الإدارية ويبني كل من هؤلاء تحالفه الحكومي نظراً لطبيعة مصالحة الشخصية وتكون متانة هذا التحالف مبنية على متانة المصالح المشتركة لذا نجد أغلبهم لا ترتكز في قناعاتهم مبادئ ثابته وذلك لطبيعة التحالفات الحكومية المتغيرة من وقت للآخر، ومن خلال ماسبق ذكره يتبين أن للحكومة حلفاء فاسدين يبحثون عن مصالحهم الشخصية دون الإكتراث للمصلحه الوطنية ولا الشعبية ويتضح أيضاً أن تلك الشخصيات تحاول دائماً الصعود على آهات الوطن والشعب وذلك للوصول لطموحاتهم الشخصية دون الإكتراث لحاجة الوطن والشعب لذلك نرى شكل فشل المشاريع التجارية وتعطيلها لصالح تاجر والإقصاء وعدم تمكين الكفاءات لصالح محسوبية قيادي وفساد إداري في مؤسسات الدولة لصالح متنفذ والكثير من شكل وأوجة الفساد ومن خلال هذه الأسباب نجد الدولة تتربع في المراكز الأخير بمؤشر مدركات الفساد الأخير مما يجعلها متأخره في كل المجالات التي تعكس حضارة وتقدم الدولة على الدول الآخرى.
والحل
من المعرف أن التحالف الحكومي هو بالأصل تحالف مع طبقة سياسية أو تجارية شعبية فاسدة تنتحل صفة الإرادة الشعبية في التمثيل لذلك تجد الحرص الحكومي يتركز على هذه الطبقة الفاسدة حتى تتمكن أن تشكل تحالف سياسي تجاري فاسد تحت إسم شعبي يتفرد في خزينة ومقدرات الدولة دون رقيب او حسيب، ولا نستطيع الإنكار أن سياسة تمكين الحلفاء السياسيين من تنفيذ الإجرائات والمعاملات الإدارية وحاجات المواطنين وحصرها بهم وفي أحيان كثيرة بإذلال القوانين لتلك الشخصيات خلص إلى إذلال كثير من المواطنين وإجبارهم على تنفيذ حاجاتهم لدى هؤلاء الحلفاء مما خلق نوع من عدم الوعي السياسي وإدراك للحقوق والواجبات وحصرها فقط عن طريق هذه الشخصيات مما وسع لهم قواعدهم الإنتخابية وأرسى الفساد الإداري ونحر الكفاءات الوطنية وجعل الدولة مرتع للفساد بسبب التواطئ الحكومي لهذه الشخصيات الفسادة، وعند إنتقالنا إلى تجارب الدول المتقدمة نرى أن بداية كل عمل إصلاحي يبدأ تنفيذها في عناصرها البشرية وذلك عن طريق غرس مبادئ وقيم إصلاحية وطنية منذ نشأة أجيالهم وجعلها تنمو معهم حتى تصبح مبادئ ذات حس شعبي كامل يهدف إليها كل مواطن وتكون غاية وهدف لجميع المواطنين لذا بداية الإصلاح يجب إنشائها بالذات وغرسها بالروح حتى تكون مبادئ تنمو مع البشر وتصبح ممارسة يومية يتناقلها المواطنين بين بعضهم البعض حتى تصبح مبدأ وثقافه تتناقلها الاجيال بين بعضها البعض إذ من خلال هذا الإصلاح البشري تبدأ محاربة أوجة الفساد المختلفة حتى تكون الرغبة البشرية في الإصلاح أكبر وأقوى من الممارسات الفاسده وبذلك البدء في إصلاح الذات هو جوهر الحل وبداية الطريق نحو إصلاح ثقافة وغرس مبادئ وبناء شعب لذلك أصلح ذاتك يصلح مجتمعك.
م.العويد عبدالرحمن العتيبي
تعليقات