الرشيد للأسر الخليجية الحاكمة :

زاوية الكتاب

الصدام حتمي إن لم تتطوروا وعقلية الخمسينات ليست كعقلية اليوم

كتب 1819 مشاهدات 0


يوم أمس كان يوما حقوقيا بامتياز في الكويت فقد كان للمؤتمر الصحفي لهيومن رايتس ووتش وقع حقوقي رائع بعث بنفوس الحقوقيين بعض الأمل.

وأنا منهم واحدهم قد يقول البعض بأني أبالغ لا والله ولكن لا أملك إلا الأمل أتمسك به عله يوصل رسالة لهم تقول أنتم فاقدين الأمل أما نحن فمتمسكين به واصلاً ليس لدينا غيره هم لديهم حساباتهم المليارية بأوروبا ولكننا نحن لدينا الأمل والإصرار والعزيمة لنكون شعب حر يبني مستقبله يوم أمس عندما استعرضت هيومن رأيت وتش تقريرها الذي حرصتُ أن أكون متواجداً به لسماع التقرير مباشرة وليس نقلا عن صحيفة تنقل ما يحلو لها وسمعت ما كدر خاطري من انتهاكات لحقوق الإنسان بالمنطقة خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة التي صرح لي أحدهم بأنه مُتفاجئ بهذا الكم الهائل من الانتهاكات فقلت له هذا نتيجة للعقلية والمعالجات الخاطئة فقبل خمسين سنة كان عدد المتعلمين في منطقة الخليج تعدهم على الأصابع ولم تكن المجتمعات بهذا الوعي الذي نراه اليوم وبالتالي كانت المعالجات الأمنية محدودة ولا يعلم بها احد مثلا يختفي الإنسان ويترك أمره للقضاء والقدر وما نشاهده اليوم من انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان وللاتفاقيات التي وقعت عليها دول المنطقة لأنه بكل بساطة العقلية التي تدير تلك المجتمعات لم تتطور بتطور مجتمعاتها ظلت تعالج مشاكلها بعقلية الخمسينيات لذلك لاشك بأن تتصادم العقليتين عقلية خمسينيات القرن الماضي وعقليات القرن القرن الحادي والعشرين وفي ظل ثورة معلوماتية وتكنولوجية لم تستطع عقلية الخمسينيات استيعابها واستخدمتها وأن استخدمتها استخدمتها ليس  لأجل التواكب مع مستجدات العصر وإنما لكي تقضي على تطور شعوبها التي فُطمت وكبرت وشابت وشاخت وهم على طمام المرحوم لا تغيير ولا تطوير لذلك يُصبح الصدام حتمي مابين تلك العقليتين وهذا ما يحصل اليوم في كل المجتمعات العربية والخليجية بالأخص التي تمر بمنعطف تاريخي حقيقي فمن جانب الحكومات فهي لا تريد أن تتطور وتتواكب مع تطور شعوبها التي اليوم ترفض أن تُعامل كما تعاملت بالسابق مع آبائها وأجدادها كما أن الحكومات غير قادرة على أن تستوعب بأن عالم اليوم غير عالم خمسينيات القرن الماضي وبنفس الوقت الشعوب والأجيال الجديدة غير قادرة على تتحمل ما كانت تتحمله أجيال الخمسينيات من سياسات قمعية وأيضاً هناك الجانب الحقوقي الذي استوعبته الأجيال الجديدة واستخدمته ووظفته لصالحها و اصبحت تحاجج به الحكومات التي اصبحت متخلفة والأصح هي بتُعاند حقيقة وترفض أن تتطور ففي خمسينيات الماضية لم يكن هناك خليجي يذهب للمقر الخاص لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف لكي يفند الانتهاكات الإنسانية التي تقوم بها حكومات شعوب المنطقة ففي تجربة لي ومن التجارب الرائعة حقيقة  فقد حضرت قبل سنتين احدى تلك الجلسات في الأمم المتحدة بجنيف وشاهدت كيف استطاعت شخصيات خليجية أن تفند مزاعم الحكومات أمام العالم وبحضور وزراء الخارجية ورغم أني لم أكن مشارك بالكلمات التي قيلت بتلك الجلسة إلا أن إحدى الصحف الخليجية وضعتنا بخانة الخونة المهم في الأخير هناك مثل يقول لا يصح إلا الصحيح ولا يظل إلا الأفضل  فعندما اسمع من كريستوفر ديفدسون بأنه يتوقع انهيارات في الخليج وتشاهد هذه السياسات المتخلفة التي تتبعها حكومات الخليج مع شعوبها وبينها وبين بعضها كل واحد يضرب بالثاني ومؤشر مدركات الفساد ترتفع والقمع يستشري فابشروا بانهيارات فكريستوفر ديفدسون بصراحة لم يأتِ بجديد فكل ما قاله هو استنتاج طبيعي ومنطقي وعقلاني ولكن هل تستوعب ذلك  الحكومات الخليجية والأسر الحاكمة أنا شخصيا مدرك بأنهم مدركون ذلك ويعرفون حق المعرفة بأنهم لا يمكن أن يستمروا بإدارة هذه المجتمعات بعقلية الخمسينيات لذلك نشاهدهم ينقطون تنقيط بعمليات الإصلاح وتنقيط ليس مستمر وإنما نقطة كل خمس سنوات أُعطيكم مثل عندما وعد الملك فهد بوش الأب أبان غزو العراق للكويت عندما طالبه بوش الأب بإجراء إصلاحات ووافق الملك فهد ووعد بمجلس شورى بعد خمس سنوات وأوفى بوعده حينها أنا شخصيا قلت ممتاز هي خطوة للأمام لا يمكن الرجوع عنها وستتطور مع السنين هم قابلين بذلك اليوم نسمع ونشاهد من يطالب بتفعيل دور ذلك المجلس وتطويره ومنحه صلاحيات تشريعية ورقابية هكذا تتطور الديمقراطيات أنا مدرك بأن ذلك أقل كثيرا من الطموح العام ولكن شيء أفضل من لا شيء لذلك ان كانت الأسر الحاكمة الخليجية مدركة حقيقة للتطورات التي تمر بها شعوبها والمنطقة والعالم وأن العالم لن يستمر بمجاملات لن تؤدي إلا الإضرار به فالأوروبيين لن يسمحوا اشتعال حديقتهم الخليفية أكثر من ما هي مشتعلة أصلا لتستشري هجرة جماعية لها وهي تعاني أصلا من هجرات أخلت بتركيبتها  الديمقراطية والتي أن استمرت على وتيرة التكاثر لدى المهاجرين المسلمين ستتحول إلى أغلبية ساحقة بعد قرن وهذا ما يخشونه لذلك يهمهم جداً أن  تستقر تلك المجتمعات بدلا من أن تكون بها اضطرابات نتيجة لتخلف أسر لم تعد قادرة على استيعاب تطورات العصر.

أنور الرشيد

كتب - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك