الإفلاس يهدد الكويت.. برأي عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب فبراير 4, 2014, 12:09 ص 793 مشاهدات 0
القبس
ضرائب على من..؟!
عبد اللطيف الدعيج
نعم نحن بحاجة إلى قرارات فورية وثورية لإنقاذ البلد ومنع الافلاس الوطني القادم الذي يهدد الكويت. قرارات فورية وثورية جذرية تعالج لب المشكلة واصلها، وليس جوانبها أو فروعها المتعددة. مشكلتنا ان كان هناك من لا يزال مغيبا أو مخدرا بالطفرة النفطية اننا لا ننتج. بل نستهلك ما تحققه موارد النفط. وهذه الموارد وحدها لن تكون كافية لسد طوفان الشراهة في الاستهلاك والاستحواذ الذي درّبتنا عليه الطفرة النفطية.
ليس في الكويت منتجون، من دون انتاج لن يكون هناك دخل أو تعويض عن الايرادات النفطية أو حتى مواكبة لها. لا أحد ينتج، عمالكم لا ينتجون، تجاركم الذين يحلم البعض بفرض ضرائب عليهم عالة مثل موظفيكم على الدولة. الكل يغرف من الانفاق الريعي، صحيح ان حجم القصعة يختلف، وصحيح ان ناس تغرف مرة وناس تغرف عشر. لكن الكل يتعيش على انفاق الدولة والكل يتغذى من الضرع ذاته القابل للنضوب.
هذا يعني ان الضرائب لن تجدي، سواء كانت على الموظفين أو على التجار. لان الكل يتعيش على مال الدولة. وفرض ضرائب على دخولهم يعني فرض ضرائب على الدولة نفسها، والافضل ان نختصرها في هذه الحالة ونوقف الصرف والهبات لكل الناس بدلا من ان نتلقى بالشمال ما نصرفه باليمين، واليمين دائما اكبر واقوى واسرع.
اذا الحل الاساسي، كما هو واضح، يكمن في خلق موارد مرادفة لدخل النفط. بحيث اننا لو فرضنا ضرائب على هذه الموارد، فاننا نضيف اموالا ومداخيل الى خزينة الدولة، ولا نسترجع بعض ما صرفناه أو دفعناه لموظفينا وتجارنا ان نحن حصلنا الضرائب من المتعيشين على دخل النفط. في السابق، اي قبل النفط، كان الناس ينتجون وكانت الدولة تجبي الضرائب والرسوم من الكويتيين وحتى ممن يتاجر مع اهلها من غير الكويتيين. كان هناك انتاج، وكان هناك تبادل منافع وتجارة «ترانزيت» تحقق دخولا تسمح للدولة بأن تجبي الضرائب وتحصل الرسوم منها. اليوم ليس هناك انتاج غير انتاج النفط المملوك اصلا للدولة.. لهذا فان فرض اي ضرائب أو رسوم على اي كان.. هو في النهاية «خذ من جيبه وعايده».
تعليقات