المطلوب إدخال 'الكويتية' إلى نطاق الربحية بدل الخسارة قبل الخصخصة.. برأي المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 1207 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  دروس عودة 'الكويتية' إلى القطاع الخاص

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

قبل ستين عاماً، وتحديداً في عام 1954، أنشئت شركة الخطوط الجوية الكويتية بمبادرة من مجموعة من رجال الأعمال الكويتيين، باعتبارها شركة خاصة وتمثل ناقلا وطنيا في عالم الطيران، وقد لاقت دعما حكوميا سهّل إجراءات إنشائها وميلادها. وتعتبر الخطوط الجوية الكويتية من أقدم شركات الطيران العربية، بل والعالمية. وفي عام 1965 تم تملك أسهم الخطوط الجوية الكويتية بالكامل لتصبح مؤسسة حكومية ذات نفع عام تتولى نشاطا تجاريا. ومنذ ذلك التاريخ، وبعد 10 سنوات من النجاح الذي حققته الشركة، كونها شركة خاصة، وبعد تملك الحكومة لها بالكامل.. فجأة بدأت هذه المؤسسة الرائدة في عالم الطيران تثقل بأعباء الالتزام الحكومي وما سمي بالخطوط السيادية التي تطير من خلالها إلى دول أو مدن بلا جدوى اقتصادية، بالإضافة إلى الروتين الحكومي، ويضاف إليه العبء الاجتماعي بالتوظيف، حتى وصلت في أقل من 10 سنوات إلى مرحلة الخسارة، وتراكمت خسائرها حتى وصلت إلى ما يقارب 90 مليون دينار كويتي، وتراجعت بين شركات الطيران العربية والعالمية حتى صارت صاحبة أصغر أسطول (17 طائرة) وأقدم طائرات قد تعرضها لكوارث يومية يمكن أن تكون ذات مردود فادح في خسائرها على الشركة وعلى الدولة.

وتشاء الأقدار أنه بعد مرور ما يقارب 60 عاما، وتحديدا بصدور المرسوم بالقانون رقم 22 لسنة 2013، أصبحت الخطوط الجوية الكويتية شركة خاصة، عودة الى نقطة بدايتها، وكأنما تجربة 50 عاما من تملك الحكومة لها كشفت خطأ أسلوب إخضاع المؤسسات او الشركات ذات الطابع التجاري لالتزامات ووضع الجهات الحكومية التي لا تقدر على مواكبة متطلبات العمل التجاري والنجاح فيه. ومع إقرار مجلس الأمة قبل أسبوعين لقانون استكمال خصخصة الخطوط الجوية الكويتية تكون مراحل إعادة الخطوط الجوية الكويتية إلى وضعها الصحيح قد اكتملت.

والمطلوب الآن في شأن هذه الشركة 3 أمور جوهرية بصورة عاجلة: تعجيل عملية تحديث أسطول الشركة بطائرات تعيد لها مكانتها الرائدة وقدرتها في أن تحقق دورها، باعتبارها ناقلا وطنيا مميزا، وإبعاد كابوس الأخطار المحدقة بطائراتها القديمة، وهذا سيكون من خلال التأجير والشراء لطائرات حديثة، تخلص «الكويتية» من المحطات والدول التي تسافر إليها على أنها خطوط سيادية، لأنها خطوط تستنزف قدراتها المالية وتزيد من الخسائر، تماما كما هو مطلوب تخفيض عمالتها الفائضة، تشغيل اقتصادي للطائرات بمعدل 14 - 15 ساعة يوميا، مما يعني أن تدخل الى نطاق الربحية بدل الخسارة، تمهيدا لبيعها للمستثمر الاستراتيجي وهي متعافية ماليا وتشغيليا.

اللهم إني بلغت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك