الحد من الإنفاق وحده لن يجدي.. هذا ما يراه الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 612 مشاهدات 0


القبس

الدايسين على التريج

عبد اللطيف الدعيج

 

أهلنا كانوا يقولون عن المركب في حالة الغرق «إذا طبع محملك دوس على تريجه» يعني ضع ثقلك أو ثقلاً على حافته كي تسارع عملية الطبع، حيث لا فائدة ترجى من إنقاذ محمل طبعان. حالياً هذه هي حال البلد، أو والله العالم هذا ما يعتقده أولو الأمر. أولو الأمر بالطبع هم أعضاء مجلس الأمة وأعضاء الحكومة. هؤلاء يعملون بحياء وربما بـ«اسكات» على تسريع عملية الطبع بإصدار والموافقة على القرارات والرغبات الشعبية.

الحكومة بحياء تحذر، ولكن لا حياة لمن تنادي، أو بالأحرى شعبك أصمخ. نواب يسعون للعطايا والمنح، وعمال وموظفون يعملون للتحصل على مكافآت وزيادات. والحكومة في النهاية توافق وتجاري الوضع أو تتظاهر بالاعتراض، وكأنها ليست من حذّر ومن هدد بعواقب الأمور.

في رأيي ان المطلوب قرارات فورية، وقبل ذلك ثورية، ليس للحد من الهدر أو الإنفاق فقط. بل لتحقيق دخول وموارد إضافية للميزانية غير موارد النفط. إن الحد من الإنفاق وحده لن يجدي، إنه المخدر الذي يخفف أو يخفي الألم، ولكنه لن يشفي المريض أو يعالج الحالة الحقيقية.

مطلوب قرارات فورية لأن المحمل طبع، وطبع فعل ماض، لهذا فنحن بحاجة إلى قرارات أمس لمعالجة أزمات اليوم والتعامل لمصائب وكوارث الغد. وثورية لأننا، أولاً لا نملك الوقت للجدل والنقاش العقيم حولها، وثانياً انها لن تتم بموافقة أو استشارة المؤسسات الوطنية الحالية، لأنها كلها مع استمرار الإنفاق والكل بقصد أو من دونه «دايس على التريج».

الحكومة وحدها تتحمل مسؤولية إنقاذ الوضع، لأن الوقت فات. وضيعنا الفرص المتاحة منذ زمن في المناشدة والتحذير. ومزيد من التشاور ومزيد من الجدل، يعني أن ننفق المزيد مما لا نملك. وأن نواجه في الغد أضعاف ما من المفروض أن نواجهه اليوم. ورجاء من السادة المعارضين ووطنيي آخر زمن أن يكفوا عن العويل وأن يكرمونا بسكوتهم. فالوضع لم يعد يحتمل أو يُحتمل. وخير أن يسرق الفاسدون، حسب تعبيركم، بعض المال من أن ننفقه كله بلا حساب.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك