المال والعيال هما من الرجل لا المرأة.. هكذا يعتقد صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 752 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  'منك المال والعيال'

صالح الشايجي

 

قد لا تنتبه الذاكرة الجمعية الشعبية إلى خطأ ترتكبه وتكرره منذ زمن مديد وتتوارثه الأجيال في غياب تام لوعيها الجمعي.

أشير هنا إلى جملة نرددها نحن الكويتيين منذ زمن طويل ولم ندرك خطأها بل ولم ندرك تصادمها مع موروثنا الأخلاقي وأعني بها عبارة «منك المال ومنها العيال» والتي نقولها كمباركة للمعرس ليلة عرسه ونعني بها أن المعرس الزوج هو الذي يدفع المهر لزوجته ويتكفل بها ماديا، بينما الزوجة تأتي له بـ «العيال»!.

والحقيقة هي عكس ذلك تماما حيث إن الواقع يقول إن «المال والعيال» هما من الرجل، وإن المرأة هي بلا عيال دون الرجل وان العيال هم من صلب الرجل.

إذن فإن المال والعيال هما من الرجل ولا شيء من المرأة، ولو حاولنا التدقيق في هذا القول وتفسيره تفسيرا لفظيا وحسب مدلولاته اللغوية فإننا سنأخذه على أن الرجل يدفع المال لتأتي له المرأة بالعيال، أي أن العيال ليسوا منه! وهذا ما يخالف الحقيقة ويتصادم مع المفاهيم الأخلاقية الإنسانية.

وبالتأكيد فانه ليس هذا هو القول الشعبي الوحيد السائر على الألسن والذي تتوارثه الأجيال وقال به الكبار ولحقهم فيه الصغار، من أقوالنا وأمثلتنا وحكمنا الذي يشوبه الخطأ وتردده الألسن دون التفات لحقيقة معناه والتدقيق في مدلولاته، فهناك الكثير سواء في الموروث الثقافي العربي أو الشعبي من الأمثال والحكم هي على تلك الشاكلة الخاطئة والتي لا تعبر عن الحقيقة وربما تتصادم معها وتعاكسها في كثير من الأحيان ولكن الذاكرة الجمعية لم تتوقف أمامها أو تحاول تصويبها وإصلاحها.

وقد تكون حكمة من الحكم أو مثل من الأمثلة صالحيْن لزمن ما ولوقت محدد وهو الوقت الذي قيلا فيه ولكن الزمن مع تحولاته أبطل مفعول ذلك القول سواء كان حكمة أو مثلا.

سفن هذا الزمن- مثلا- ليست في حاجة للرياح مثل سفن الأمس الذي قال فيه المتنبي قولته الشهيرة وببيته الشعري:

«تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ»

ولكننا ما زلنا مصرين على التمثل بقوله « تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ»

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك