غياب الحسم الحكومي وراء تفاقم قضية عدم الاختلاط!.. بنظر خالد الطراح
زاوية الكتابكتب فبراير 2, 2014, 12:22 ص 575 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / فيروس عدم الاختلاط ينتقل إلى لندن!
خالد أحمد الطراح
• إن العيش بيسر يقتضي عدم اتخاذ مواقف حادة تنعكس على الإنسان نفسه وعقيدته.
قبل أسابيع حاول طلبة مسلمون إثارة زوبعة حول ضرورة فصل الطلبة الذكور عن الإناث! وفي تحقيق لتلفزيون «سكاي»، ظهر مدرج لإحدى قاعات الدراسة في إحدى الجامعات في العاصمة لندن شبه مبعثر الشكل! فالطلبة الإناث اخترن آخر الصفوف، بينما اختار الذكور الصفوف الوسطى، فيما جلس خليط من الجنسين في الصفوف الأمامية!
اللافت في الأمر هو سرعة الرد من رئيس الوزراء البريطاني من قلب مجلس العموم البريطاني، حيث حسم الموضوع باستنكار أي مطالبة لفصل الطلبة الإناث عن الذكور، وشدد على أن الجميع يعيشون في مجتمع واحد، ولا يمكن خلق مجتمع وخدمات للإناث وآخر للذكور. وطالب العقلاء من شيوخ الإسلام والمنظمات المعنية بالانتباه لهذا الأمر ونزع فتيل الانقسام أو التقسيم المجتمعي.
وفعلا خرج ممثلون لبعض الجهات الاسلامية التي تؤيد عدم الانصياع لقضية عدم الاختلاط، فهي قضية ثانوية لا ينبغي أن تقف امام الطلبة الباحثين عن العلم.
وانتهت الأزمة وهي في مهدها. وبتقديري السبب يكمن في حسم الحكومة السريع والحازم، ممثلة في رئيس الوزراء، فالحسم لم يسمح للوزير المختص أن يراوغ كما يحصل عندنا في أحيان كثيرة.
موقف رئيس الوزراء كاميرون قطع الطريق أمام أي كان من أعضاء الحكومة أو المعارضة، وحتى لو كان حلما للبعض في فرض عدم الاختلاط في الوسط الأكاديمي، وكانت الرسالة واضحة لا تقبل التأويل.
وتزامناً مع ذلك، حدث جدل بين زبون ومحاسب في متجر «ماركس وسبنسر» حول رفض المحاسب بيع مشروبات كحولية، مما حدا بإدارة «ماركس وسبنسر» إلى إصدار بيان اعتذرت فيه لزبائنها عن هذا الحادث، واستنكرت في الوقت ذاته التصرف غير المسؤول من الموظف!
وكانت ردود فعل المواطنين، عقلانية جدا، ولم تتسم بالهجوم على الإسلام والمسلمين، بل إنهم أعربوا عن احترامهم لمعتقدات الموظف المسلم، وتمنوا لو أنه تصرف بشكل ذكي بحيث تتم الاستعانة بأحد زملائه لإجراء العملية.
إن متطلبات الحياة المعاصرة التي تتداخل فيها الأديان والأعراق والجنسيات والعادات والتقاليد تتطلب ممن يريد العيش فيها بسلاسة ويسر الا يتخذ مواقف حادة تنعكس سلبا عليه شخصيا وعلى عقيدته.
تعليقات