عن بلد المليون سياسي!.. تكتب سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 866 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  سياسة بلا مبادئ

د. سلوى الجسار

 

المهاتما غاندي من أبرز السياسيين في العالم صاحب الروح العظيمة، من استقلت الهند على يده، المؤمن بأن «اللاعنف سياسة القوي المتحضر» وان «العنف» سياسة الضعيف العاجز ذكر بان هناك سبعة أشياء تدمر الانسان ومنها «السياسة بلا مبادئ». لقد اقسم غاندي بأنه لا يقول الا الحقيقة ولن يكذب بسبب اصراره على مبادئه ولن يتعامل بالسياسة الا بمبادئه التي تربى عليها وطبقها ولهذا استقلت الهند من أعظم امبراطورية في العالم «بريطانيا». فان كان العمل بالسياسة من خلال تطبيق المبادئ كانت أساس تحرر الهند واستقلالها، الا ان السياسة بلا مبادئ في بلد المليون سياسي كما أطلقت عليها «الكويت» جعلت الكويت تعيش فوضى سياسية ولم تتحرر من مشاكلها الكثيرة التي أخذت تنخر في الوحدة الوطنية حتى أصبحت تفككها الى أجزاء متناحرة كل يريد الأفضل لجماعته على حساب المصلحة العامة للدولة على عكس سياسة المبادئ التي جمعت ووحدة الاختلافات في الهند في سبيل التحرر والاستقلال.رجل واحد آمن بمبادئه ووحد الاختلافات تحت سياسة اللاعنف وحرر الهند، والكويت بلد المليون سياسي لم تستطع ان تجمع وتؤلف بين أفرادها المعدودين على الأصابع مقارنة بعدد سكان الهند على اختلاف لغاتهم ومعتقداتهم في سبيل تحرير عقولنا من الاختلافات التي أخذت تبطش بالوحدة الوطنية وتضيع الكويت ومستقبلها على الرغم من لغتنا العربية وديننا الاسلامي. ليس لدينا مبرر لندافع عن الفوضى السياسية العارمة التي نعيشها عندما ننظر الى «ماذا عمل غاندي». ولكن الفرق هو تفسيرنا لمفهوم السياسة فدائما نردد «السياسة وسخة»، «لعبة سياسية»، «ما تعرف تلعب سياسة». ان الفرق كبير بين مفهوم السياسة وتطبيقها عندنا وعند ابرز سياسي في العالم «غاندي» ولهذا وصلنا الى نتيجة متناقضة جداً مع فلسفة غاندي. لقد اختلطت الأوراق لدينا والاهتمام بالمصالح الخاصة والعمل على أكل الجزء الأكبر من الكيكة الجميلة ولهذا وصلنا الى التخبط والضياع والفوضى حتى أصبح المستقبل غامضاً والكثير يفكر بنفسه وكأننا في بلد مؤقت قابل الى الزوال لا قدر الله. لقد استخدم الكثير من مدعى السياسة اللعب بالألفاظ وتسويق الأفكار والتفنن بالتأثير على البشر واستخدام أسلوب الضغط على العواطف لكسب اكبر عدد من الأفراد للايمان بتوجهاتهم وأفكارهم على عكس المبادئ والثوابت.لقد تشوه العمل السياسي بسبب الازدواجية في المبادئ والأهداف والآراء والمواقف، فبالأمس كان كذا واليوم تغير 180 درجة بسبب المصالح الخاصة. ولكن مع الأسف الشديد لا زال التخبط قائماً وأسلوب لي الذراع مستخدماً وممارسة لغة التخويف والتهديد متفشية، ولهذا زاد الفساد وضعف الولاء والانتماء للوطن. إن إصلاح الخلل بمؤسسات الدولة لا يتم الا باصلاح النفس ومن ثم المجتمع، وليس هناك مستحيل لتعديل الاعوجاج اذا وضعنا مصلحة الكويت نصب أعيننا ورجعنا الى تطبيق السياسة وفق مبادئنا دون التلاعب بها {انَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11]» صدق الله العظيم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك