لجان الزينة ترعى الفساد في البلد!.. وليد الغانم مستنكراً

القبس

قالوا للمسؤول شكلنا لجنة.. قال جاك الفرج

وليد عبد الله الغانم

 

النهج الحكومي الدارج في المحاسبة والتحقيق نهج داثر، في الحقيقة لا محاسبة ولا تحقيق، وفلسفة تشكيل اللجان في كل وزارة لبحث القضايا وكوارث الفساد المتتالية ليست إلا بهرجة إعلامية ومخدراً سياسياً غايته إضاعة الوقت وانتظار تحول الأنظار إلى قضايا جديدة.

مجلس الوزراء يشكّل لجاناً لبحث قضايا الفساد، والوزراء يشكِّلون لجاناً لبحث هذه القضايا، ومجلس الأمة يكلف لجانه دراسة القضايا نفسها، وديوان المحاسبة يقدم تقاريره للوزراء عن مكامن الفساد والمخالفات في الهيئات التابعة لهم، فيشكِّل الوزراء لجاناً لدراسة تقارير الديوان، وهكذا.. أقصى ما تفعله مؤسسات الدولة لمعالجة الأخطاء ومكافحة الفساد هو تشكيل اللجان التي لا تدين أحداً ولا تحاسب أحداً ولا ترجع حقوق الدولة المطلوبة، ولو قدر للجنة إن اجتهدت وقدمت تقريرا ناجعاً وصادقاً تهرّب الوزراء من اعتماد نتائجها وتنفيذ توصياتها، خوفاً من تحمّل المسؤولية السياسية والإدارية التي سبق أن أقسم عليها.

كم لجنة شكَّلها مجلس الوزراء خلال السنوات الأخيرة لبحث موضوع ما، وكم لجنة شكلها الوزراء في وزاراتهم للتحقيق في الفساد، وكم لجنة قدّمت تقريرها من الفتوى والتشريع أو ديوان المحاسبة أو مجلس الأمة في شأن قضايا عديدة، هل اطلعتم مرة على نتائج هذه اللجان؟ هل طُبِّقت توصياتها؟ هل حُوسب أحد من المسؤولين ممن أدينوا في تقارير اللجان؟

تريدون إصلاحاً حقيقياً وانتظاماً في العمل وإنجازات جادة للوطن والمواطن؟ تحمّلوا مسؤولياتكم، وحاسبوا المقصِّرين، وأقيلوهم من مناصبهم. وأما تشكيل لجان زينة، فهذا ما يرعى الفساد في البلد، ويمد في عمر أصحابه. وقالوا للمسؤول الفاسد شكَّلنا لجنة قال جاك الفرج.

والله الموفق.