ظاري الشمالي يكتب عن قنبلة العنف التي فككتها تونس!
زاوية الكتابكتب يناير 30, 2014, 1:02 ص 849 مشاهدات 0
النهار
الدروازة / تونس تقود من جديد
ظاري جاسم الشمالي
توجد صلة بين السلام والثقافة، فعندما يتمتع القادة السياسيون بدرجة عالية من الثقافة ويلتقي في لقائهم الغرب مع الشرق والعلماني مع الإسلامي، والأهم الإنساني مع الإسلامي، فإن من المقدر لهذه اللقاءات الغنية أن تنتج دستورا عصريا ينسجم مع الفهم المتقدم للإسلام كما يحفظ للبلاد سلمها الأهلي ووحدتها.
تونس من جديد تقود نحو التغيير السلمي بلا دم، فهل من متأمل لهذه التجربة من الداخل ليعممها على بقية العالم العربي المضطرب؟.
توفرت في تونس رؤية اسلامية بعيدة عن التكفير والعنف، وكانت هذه الرؤية ضمانة السلم الأهلي، فلا تهميش ولا إقصاء ولا استقصاء بل حوار مع الآخر وانفتاح على مخاوف الآخر واستفادة من الفكر السياسي المعاصر الذي انتج الديموقراطيات الحديثة.
يعني أن تخريب فهم الإسلام هو المقدمة الأساسية لتخريب السلم الأهلي، ومن يعمم فهو مشوه للاسلام فإنه في نفس الوقت يعمم الجرائم والدم على مدى خارطة العالم الاسلامي.
فلنعد اذا لروح الاسلام الأصيلة ولندخل «في السلم» كافة، والسلم في القرآن من أسماء الإسلام، والعاجزون عن العيش بسلام مع الآخر هم في الوقت نفسه عاجزون عن فهم الجوهر الحقيقي للإسلام.
كما بدأ الحراك العربي في تونس ثم انحرف نحو خريف الدم والفوضى يمكن اليوم للبوصلة التونسية أن تصوب المسار من جديد، فعلى الدستور التونسي أن يحضر بروحه وطريقة ولادته في جنيف اليوم، وعليه أن يطل على النزاع المفتوح في مصر، حيث المخاوف تزداد من تطور الأحداث وانحدارها نحو عمليات تخريب ممنهج للدولة العربية الأهم.
مازلت مقتنعا أن عملية الانزلاق نحو العنف ليست مجرد نتاج للجهل والتخلف وإنما هي ايضا نتاج تدخل صهيوني مباشر يوظف الجهل والتخلف لتدمير رصيد الأمة الأسلامية بكامله وإنشاء كيانات اسلامية فاشلة ولا أقول دولا.
وربما نجحت تونس لأنها محصنة بنخبتها الحاكمة من جهة، وبعيدة نسبيا عن متناول العدو الصهيوني من جهة أخرى، كما أن اتجاهات التكفير لم تجد لها بيئة خصبة بين التوانسة بسبب هيمنة الاتجاه الوسطي في فهم الإسلام.
الحلف بين المخابرات والجهل والتخلف قنبلة فككتها تونس بالعلم والحوار فهل من متعلم؟.
تعليقات