ترشح 'السيسي' للرئاسة برأي فوزية أبل سيضع المؤسسة العسكرية على المحك
زاوية الكتابكتب يناير 29, 2014, 1:15 ص 1406 مشاهدات 0
القبس
المؤسسة العسكرية المصرية على المحك
فوزية أبل
• كيف سينظر المصريون إلى التمازج المرتقب بين الجيش والسلطة التنفيذية؟
أجواء انتخابية تلوح في الأفق على الساحة المصرية، بعد الأحداث التي رافقت إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
الانتخابات الرئاسية تسبق النيابية.. إنها خريطة الطريق الأكثر سلاسة لإيصال الفريق السيسي إلى الرئاسة.
من مصر حسني مبارك إلى مصر محمد مرسي وصولاً إلى مصر السيسي، الذي يهتف ملايين المصريين وينادون به كي يترشح.
وفي معزل عن مناصري السيسي وخصومه، المواطن المصري قلق على المؤسسة العسكرية إذا لم يكن السيسي عند مستوى التحديات، خصوصاً أن الجيش المصري له مكانة مميزة في قلب كل مصري، فكيف سيكون وضع الجيش، هذه المؤسسة المتقدمة على سائر مؤسسات الدولة المصرية؟ فهو يحتل المركز 14 لأقوى الجيوش العالمية لعام 2013 في التصنيف السنوي الأميركي العالمي «غلوبل فاير باور»، والأول عربياً وأفريقياً.
المواطن المصري تقفز به الذاكرة إلى كلمات مشهورة للرئيس حسني مبارك في بدايات حكمه: «الكفن ما لوش جيوب»، بمعنى أن الإنسان لن يأخذ معه إلى القبر ما جمعه من أموال وما أحاط به من جاه ونفوذ.
أما بعد، فراح يجني مليارات الجنيهات على حساب «الناس الغلابة»، ويعزز أجهزة القمع والفساد وتهميش ملايين المصريين.
فكانت ثورة 25 يناير وما أعقبها، وسقط الشهداء، وعم الخراب في مصر المحروسة.
أما أولى خطب الرئيس محمد مرسي فقد حملت تعهدات ووعوداً: «رئيس لكل المصريين»، «مسلمين وأقباطا»، «قضاة مصر محل تقدير»، «نحمل مشروعا شاملا لنهضة مصر».. إلخ.
والذي حصل هو أن مرسي ما لبث أن نقض جميع وعوده، فاتحاً الباب على مصراعيه لتحكم المرشد في مصالح البلد، واستهدف الأقباط والقضاة، وكان آخر إنجازاته تعيين شخص متهم بقتل السياح محافظاً للأقصر، التي هي من المناطق السياحية الجميلة.
الآن، وبعد التجربتين المتلاحقتين (الثورة على مبارك والثورة على مرسي) كيف سينظر المصريون إلى التمازج المرتقب بين الجيش والسلطة التنفيذية؟
وأين سيكون موقع المؤسسة العسكرية إزاء أي تطور ميداني أو حركة احتجاجية، أو في حال لم يتمكن الحكم الجديد من الإمساك بزمام الأمور والملفات؟ وهل سيتكرر ما حصل مع كل من مبارك ومرسي - لا سمح الله - من نكوث بالوعود؟ وما موقف الشارع المصري من المؤسسة العسكرية في هذه الحالة؟
ببساطة نقولها: الشعب المصري اكتسب تجربة فريدة من نوعها، فالذي تمكّن من إزاحة نظام حسني مبارك، وأنقذ بلاده من حكم مرسي خلال عام واحد، فإنه سيضع الحاكم المقبل أمام مسؤوليته ووعوده.
تعليقات