السلطة بحاجة الى حكومة «شعبية».. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب يناير 29, 2014, 1:09 ص 1238 مشاهدات 0
القبس
آتية لا ريب فيها
عبد اللطيف الدعيج
ضروري جدا ان تتمتع الحكومة بتأييد شعبي سياسي لبرامجها وطروحاتها للتعامل مع الاوضاع السياسية. أي ان الحكومة من المفروض ان يكون لها امتداد سياسي بين الناس، وعلاقة انتماء لها بوصفها مؤسسة تعبر عن طموحات ورؤى الناس الخاصة. ضرورة هذا التأييد والدعم للحكومة مطلوبة، بالذات عندما تضطر الحكومة الى تبني مقترحات غير شعبية أو سياسات تؤدي الى التضييق السياسي أو الاقتصادي على الناس.
في السابق الحكومات لم تكن بحاجة الى تأييد ودعم الناس لها. فالجيب كان عامرا، وسياسة الانفاق الريعي تشتري رضا الناس وولاءهم. حاليا «زاد الماء على الطحين» وسياسة المنح والعطايا لم يعد بالامكان استمرارها. بل ان الحكومة أو الدولة بحاجة في المستقبل القريب الى دعم واسناد مالي كي تستطيع تلبية احتياجات ومطالب السكان المتعاظمة.
باختصار، وحتى يصبح واضحا ما هو غير واضح، السلطة بحاجة الى حكومة «شعبية» لاتخاذ القرارات غير الشعبية. الناس ليست بحاجة الى اقناع حتى «تقبض»، أو تتمتع حقا أو باطلا بسياسة الرفاه الوهمي التي اتبعتها الحكومات منذ تفجر الثروة النفطية. لكن الناس بحاجة الى اقناع كي تقبل بالخصومات التي تتطلع لها الحكومة، وهي بحاجة اكثر الى شحذ همم واستجداء التعاون من اجل ان تدفع أو تساهم في تكاليف الميزانية العامة.
هناك حتمية هنا لا يمكن الهروب منها، وهي ان مشاركة الناس في الاقتصاد تتطلب اشراكهم في السلطة. وكلما زادت مساهمة الناس في الاقتصاد زادت تطلعاتهم أو بالاحرى «حقوقهم» في ان يكون لهم حق اتخاذ القرارات والاشراف المباشر على توزيع الثروة. حاليا ليس هناك حرص شعبي حقيقي على حماية المال العام، فهو كما هو وكما المسمى «مال عام».. في الغد عندما تدفع الناس أو حتى عندما تحرم أو تقلص استخداماتها للمال العام فان هذا المال سيتحول الى ملكية خاصة يحرص الكل على متابعتها ومعرفة طرق ومسالك تصريفها. أي ان الحكومة «الشعبية» ستكون ضرورة اليوم قبل غد.. وما على اصحاب الامر الا الاستعداد لتقبل ذلك.
تعليقات