هل استنفذت أميركا حيلها في سورية؟!.. حمد السريع متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 29, 2014, 12:51 ص 1147 مشاهدات 0
الأنباء
سوالف أمنية / سياسة الوصول لحافة الهاوية
حمد السريع
تستخدم الولايات المتحدة كثيرا سياسة الوصول لحافة الهاوية في استنفاذ كل الوسائل والضغط على الخصم بكل الوسائل المتاحة لإجباره على الوقوع بالخطأ ومن بعدها التلويح باستخدام القوة أو الرضوخ لمطالبهم.
السياسة الأميركية نابعة من دراسات قدمها خبراء ومستشارون لديهم إلمام كامل بالعالم وسياسة ومشاكل كل دولة من الدول مع الحرص في استمرار تلك السياسة رغم وجود بعض التعديلات عليها حسب الظروف العالمية والداخلية.
سياسة الوصول للحافة استخدمت ضد القذافي عندما اسقط طائرة اللوكربي فوق اسكتلندا فبدأت أميركا وبريطانيا بالضغط على النظام الليبي حتى وافق على تسليم عملاء مخابراته لمحاكمتهم ورغم رفضه وامتناعه ولكنه رضخ للضغوط ووافق على المحاكمة في المحكمة الدولية كمنطقة محايدة وكانت قرارات الأمم المتحدة تحاصره من كل جانب الواحدة تلو الأخرى وعندما أدانت المحكمة الدولية العملاء بالحبس وافق مجلس الأمن على وضع ليبيا تحت البند السابع وبدأت أميركا قرع طبول الحرب مما اضطر القذافي للموافقة على كافة الشروط المفروضة عليها وهي دفع ثلاثة مليارات دولار تعويضات عن ضحايا الطائرة والمتضررين الآخرين وهي أعلى تعويض تدفع عن ضحايا من هذا النوع مع تسليم كل أسلحته البالستية وشحنها على حسابه الخاص لأميركا ليتم تدميرها وكل ذلك في سبيل البقاء بالسلطة.
النظام العراقي استخدم معه نفس الأسلوب فبعد تحرير الكويت ورضوخ النظام لشروط وتعليمات الأمم المتحدة حيث قامت لجان التفتيش بالبحث بكل المصانع الحربية والمدنية بحثا عن الأسلحة الكيماوية والنووية ورغم محاولاته المتكررة باستخدام أسلوب الرفض والمنع إلا أنه كان بالنهاية يوافق حتى وصل الأمر بتفتيش قصوره.
هذه السياسة توقفت منذ تسلم الرئيس الأميركي أوباما السلطة فلم يطبقها مع إيران وحاول وضع خطة بديلة وهي الاحتواء والتي لم تتضح معالمها حتى الآن ومدى إمكانية نجاحها رغم تعهدات الحكومة الأميركية أمام الكونغرس.
ولكن ماذا عن سورية فهل استنفذت أميركا حيلتها وتوقفت عاجزة أمام الدب الروسي وهو يقف متصديا لكل المحاولات الأميركية بفرض رأيه حتى السياسي على النظام السوري الذي نكل بشعبه وظهرت تلك الأشرطة لتشير مدى وحشية النظام في التعذيب والتنكيل بالسجناء حتى أن الواضح أن الموت جاء بسبب الجوع وليس التعذيب.
النظام السوري رفض السياسة الأميركية ولم يعد يبالي بها لعلمه اليقين بأنه أصبح بلا مخالب ولا شخصية ولم يعد يملك الضمير الإنساني بعد أن تخلى عنه.
تعليقات