عبد اللطيف الدعيج يحلل حقيقة العجز الحكومي وتفوق المعارضة
زاوية الكتابكتب يناير 28, 2014, 1:04 ص 1373 مشاهدات 0
القبس
لماذا الحكومات عاجزة؟!
عبد اللطيف الدعيج
في الدول الديموقراطية لدى السلطة او الحكومة، او الادارة في بعض الدول، لديها «عناصر» و«مؤسسات» تتولى الدفاع عنها كما تقوم بترويج برامجها ودعم خططها في الهيمنة على شؤون الدولة. هذا في الدول الديموقراطية، حيث الحكومات لديها جماهيرها ومؤسساتها التابعة والمنضوية تحت حزبها السياسي المعلن، تضطلع بمهمة ايصال وتعميم الرسائل الاعلامية وحتى الديماغوجية للناس.
عندنا، ليس هناك حزب حكومي. مع ان لدينا حكومة ولدينا كما هو مفروض «ديموقراطية». لكن مع كل هذا، فليس لدينا جماهير او مؤسسات رسمية ومعلنة مهمتها توفير الدعم للحكومة وتيسير عملية وشؤون هيمنتها على الدولة. لهذا تبقى الحكومة في معظم الاحوال عاجزة أو في احسنها «صامتة» بينما المعارضون وبقية المختلفين عنها او معها يمارسون النقد والقدح في السياسات الحكومية وفي القائمين عليها افرادا ومؤسسات. ويعود هذا في رأيي بالدرجة الاساسية الى الخلل الاساسي في نظامنا الديموقراطي السياسي، حيث الامة لم ترتق الى درجة تولي السلطة او السيادة الكاملة كما نصت على ذلك المادة السادسة. بل ان الخلل تنامى مع الوقت بحيث اصبح هناك فروقات واختلافات واضحة بين الامة والسلطة.
هذا من اهم اسباب «العجز» الحكومي. او هو في الواقع خلل اكثر منه عجزا. فالحكومات ليست عاجزة والوزراء ليسوا باقل دهاء وسياسة من معارضيهم. لكن يبدو المعارضون متفوقين والوزراء عاجزين ومترددين لانهم بالدرجة الاساسية يفتقدون الغطاء السياسي والحماية البرلمانية او الشعبية المباشرة التي تتمتع بها بقية حكومات الدول الديموقراطية.
لقد صاحب هذا الوضع أو الخلل كل الحكومات منذ بداية الاخذ بالنظام الديموقراطي واصدار دستور البلاد. لكن الحكومات السابقة كانت تتمتع بحماية ودعم «ولاية العهد»، هذا طبعا بالاضافة الى تقاليد التعامل السياسي و«الطاعة» الاجتماعية التي كانت تجير لمصلحة الشيوخ الحاكمين، او بالاحرى رؤساء الحكومات في ذلك الوقت. منذ فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء فقدت الحكومات هيبتها والحصن الذي يتخفى خلفه رؤساؤها. لهذا اصبحت الحكومات مكشوفة وعاجزة عن التأثير الفعلي في مجريات الاحداث، خصوصا بعد نمو الوعي السياسي والاجتماعي وانفصال الكثير من المؤيدين او القابلين - جماعة الله لا يغير علينا - عن السلطة.
تعليقات