الاستعمار والهجرات الخليجية!.. بقلم محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 769 مشاهدات 0


القبس

الهجرات!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لا يمر يوم إلا وتسمع وترى وتقرأ عن هجرة البشر من مكان إلى آخر طلباً للرزق، للأمن، للحياة، للمستقبل وأكثر المهاجرين يموتون، يتيهون، والقلة منهم من يصل إلى بر أو ساحل الأمان وتقبله الدول الأخرى دون ان تعتقله وترده الى بلده، أو تعزله عن مجتمعها أو تسجنه، وقليل من تقبلهم الدول التي يهاجرون إليها. وأول هجرة شعب بأكمله هي هجرة الشعب الفلسطيني في القرن الماضي، وثاني هجرة عربية كبيرة بعد الفلسطينيين في هذا القرن هجرة الشعب السوري، حيث وزّعوا وبرضا من الدول وفق تخطيط الأميركان والروس والغرب! وبدل أن يضعوا حداً للجرائم الأسدية البعثية الإيرانية وأذنابها كحزب الله اللبناني، باركوا لها وبطريق مباشر أو غير مباشر، حيث مازالت القذائف تصبّ على رؤوس الخلائق هناك، والهجرة باستمرار لم تتوقف!

أي عالم نعيشه يُجمِع على قتل وتهجير كامل لشعب تعداده بالملايين، وكل هؤلاء إرادتهم جعل سوريا رميماً ثم إعادة إعمارها بعد ذلك، ليس على حسابهم وتعويض الشعب السوري، وإنما على حساب الدول الخليجية الغنية، ومن يرفض يعرف ما هي عقوبته أو قل تسليط غيره عليه.

من يود أن يهجر أرضه ومسكنه؟ لا أحد، نعم لا أحد كيف يهون عليه! كثيرون هم الذين لا يبنون أو يعمرون في ديار غير ديارهم وكيف يكون ذلك؟ من يفعل يتهم بأن لا عقل له، والغالبية من تجمع المال من البلد المهاجر إليه لبناء وإعمار البلد المهاجر منه وليس العكس، هذا ما يقوله المنطق والعقل.

متى يا ترى سيرجع الشعب السوري إلى داره وأرضه؟ بعد عشر سنين، عشرين، ثلاثين، أم ستين سنة كالفلسطينيين؟! والفلسطينيون حتى اليوم لم يرجعوا!

هناك كلام كثير لبدء الغزاة القدامى الجدد بالتخطيط، بل العمل لهجرات أخرى، ولكن هذه المرة ليست دولاً عربية بعيدة وإنما خليجية قريبة، لأنها تعيش حياة مرفهة فوق مستويات الكثير من شعوب الدول الغربية، أي ليست عندهم أزمات كما هم! إذاً هو الحقد، الحسد، الانتقام، هذه هي سياسة وصفات المستعمرين، في القديم والحديث! والله المستعان.

* * *

• الأمور واضحة.

«ما تبي لها روحة قاضي»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك