العمل والإنجاز لا يتم في أجواء ملبدة مضطربة.. بنظر فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب يناير 24, 2014, 12:45 ص 606 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / حتى لا يبقى واقعنا مرثية حزن متواصلة!
فاطمة عثمان البكر
• ظهور الشباب مشرّف في جميع المجالات، وهناك جهود صادقة تبذل ومحاولات مفعمة بالأمل.
تسود ساحتنا المحلية أجواء من الاستقرار السياسي النسبي، انعكس هذا الاستقرار على شتى مناحي الحياة وعلى المواطنين، وإن لم تجن ثمار هذا الاستقرار بعد، فالعمل والانجاز لا يتم في أجواء ملبدة مضطربة، ما بين صراع وشد وجذب وفي النهاية تكون دائما لا غالب ولا مغلوب، أما الخسارة فتكون من نصيب المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل من ذلك الصراع البيزنطي!
تشكلت الحكومة بعد مرحلة مخاض عسير، وصدر قرار المحكمة الدستورية الذي اضفى على مجلس الأمة الاطمئنان والاستقرار، وبغض النظر عن الحكومة وعن اعضائها، فالأسماء لا تهم بقدر ما يهم المواطن والانتاج والإنجاز، ودفع عجلة التنمية والاصلاح التي توقفت وتعرجت مساراتها طويلا، وحان الوقت لإلقاء كل السلبيات في التعامل والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، مع الأخذ بالاعتبار دور كلا الطرفين من فصل لدور كل سلطة وحريتها مع الإبقاء على المراقبة والتنفيذ، والتذمر الدائم من السلبيات التي تطرح على الساحة والمشكلات التي يعانيها المواطن مثل الصحة والإسكان،
ومشكلات التركيبة السكانية والازدحام والغلاء، والتربية... الخ وكل المشكلات العويصة التي يعانيها المواطنون، حان الوقت لوقفة جادة من كلتا السلطتين على حد سواء، فالتذمر الدائم من هذا الواقع المتدهور لا يكون ولا يتم أبداً بالتطبيل والتزمير والانفعالات الصارخة والمقولات الجارحة، فلقد أثبتت الأيام والوقائع تداعي وانحسار هذه الطرق البدائية التي تفتقد الحكمة والاتزان وعنصر الحوار السليم، وتبادل الآراء بموضوعية وجدية وعقلانية بعيداً عن الانفعالات المتشنجة، والله سبحانه وتعالى كرمه بنعمة العقل وميزه عن باقي الكائنات بالفكر والإرادة الحرة، وحتى لا نبقى دائماً نسمع جعجعة ولا نرى طحينا!
النواقص والسلبيات مذمومة، وتلك السلبيات والنواقص التي تعتري واقعنا حقيقة تعيق مسار حياتنا بكل اتجاهاتها، لكنها في الوقت نفسه لا توقفها أبداً ولا تصيبنا بالإحباط أو فقد الثقة والإيمان والعمل المخلص الصادق، والعمل والإنجاز لا يتمان تحت ظلال الشكوك التي ترتسم كظل لكل خطوة، والتمادي فيها يجعل من «الشك والريبة» المبدأ الذي يسود. فلا يبقى أحد موضعاً للثقة، وتفقد كل القيم أهميتها وتتحول الحياة إلى مجرد «قدر أسود» يلزمنا على الاستمرار فيها مرغمين، يفقد الإحساس والتفاعل ويحد من القدرة على العمل والإنجاز لتفادي تلك السلبيات.
وفي موازاة النقص والسلبيات التي تطغى على الساحة المحلية، هناك جوانب مضيئة أخرى، فظهور الشباب، ظهور طاغ، ظهور مشرف.. بروز وشجاعة في شتى المجالات، ينشرون الأمل المقرون بالعمل والانجازات المذهلة، هناك جهود صادقة تبذل، هناك فرح عفوي ينطلق وينتشر، محاولات صادقة مفعمة بالأمل والتفاؤل، الشمس تشرق كل صباح، تضيء لنا الطرقات، تضيئها بكل حفرها ومسافاتها وحصاها المتناثر في الطرقات، فلنعدل من مسار العربة لتتجه إلى الطريق السليم وتعبر المسافات وتتوغل.. تتوغل.. تتوغل أعمق!
تعليقات