الحكومة تقتل الشباب ثم تمشي وتلطم في جنازتهم.. بنظر بهيجة بهبهاني
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2014, 12:30 ص 641 مشاهدات 0
القبس
تحت المجهر / تقتلهم.. وتمشي بجنازتهم!
د. بهيجة بهبهاني
• على «الخدمة المدنية» الالتزام بتعيين الخريجين فور تخرجهم في وظائف تتناسب وتخصصاتهم العلمية.
ديوان الخدمة المدنية، وبرنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة، جهازان حكوميان يحاولان - ولم ينجحا حتى الآن - الحد من ظاهرة البطالة في الدولة، والدليل استمرارية الظواهر الشبابية المخيفة بالمجتمع، فالشباب الكويتيون يتخرّجون في كليات الجامعة وكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمعاهد التطبيقية في الفترة المحددة لهم، وهي 4 سنوات او دون ذلك للمتميزين منهم، وبعضهم بتقديرات عالية ويحفزهم في مسارهم الجامعي تحقيق هدفهم بحصولهم على وظيفة تناسب تخصصاتهم ويُفاجأ بعضهم بان ديوان الخدمة المدنية ينزل اعلانات للتوظيف لا تتضمن تخصصه ويضطر الى الانتظار أشهراً قد تمتد الى السنة واكثر حتى يتكرم عليه الديوان بالاعلان عن تخصصه ويقضي مسؤولو جهة العمل المرشح لها الشاب على فرحته بعدم قبولهم له بادعاء انهم اكتفوا من هذا التخصص، وكأن المؤسسة الحكومية من املاكهم الخاصة الموروثة!
فلقد أصبحت المؤسسات الحكومية كأنها مؤسساتٌ خاصّةٌ وملكٌ لبعض اصحاب الكراسي الاشرافية بها! حيث لا يعلنون عن وظيفة بالمؤسسة الا عند رغبتهم في تعيين شباب العائلة او عند توسط احد الكبار في الدولة لاحد الشباب للتعيين وليس هناك اعتبار للاحتياجات الفعلية من القوى البشرية في المؤسسة!
وعلى سبيل المثال، فإن غالبية خريجي كلية العلوم - وفي تخصصات علمية نادرة - يعملون في مجالات بعيدة عن تخصصاتهم، حتى ان معظمهم يعملون في البنوك وفي اعمال خاصة ليست في مجال تخصصاتهم، رغم انهم اجتازوا بعض الوحدات الدراسية تفوق تلك التي اجتازها خريجو التخصصات التربوية والادبية والادارية، ودرسوا المقررات نظريا وعمليا.
اننا نطالب ديوان الخدمة المدنية بإلزام جهات العمل الحكومية بتضمين اعلاناتهم للحاجة الى التعيين في وظائف شاغرة كشفاً باسماء وتخصصات الموظفين الحاليين واعداد المبتعثين فيها وتخصصاتهم وتفاصيل الخطة الحالية للمؤسسة والخطة المستقبلية لها في مجال القوى البشرية لتوضيح مدى الحاجة الفعلية الى تعيين من أُنزِل الاعلان لأجله ودراسة هذه البيانات من مستشاري الديوان. ويجب على الخدمة المدنية الالتزام بتعيين الشباب الخريجين فور تخرجهم في وظائف تتناسب وتخصصاتهم العلمية، وبناء على رغباتهم حتى يساهموا بعلمهم ومعلوماتهم في التطوير والاصلاح.
ان الحكومة تبذل الجهود للاصلاح، ولكنها بتخاذل ديوان الخدمة المدنية تدفع الشباب بسبب البطالة التي يعيشونها، لكي ينحرف البعض منهم في تعاطي المخدرات والمُسْكرات، فكأنها تقتلهم ثم تمشي وتلطم في جنازتهم!
تعليقات