'آيلة للتلاعب الحكومي'.. مشاري العدواني متحدثاُ عن زيادة الـ 30 ألف دينار

عالم اليوم

تم النشر  /  مجلس عبد الفتاح القصري؟!

مشاري العدواني

 

مستغرب جدا بأن السينما المصرية لم تقدم فيلما يروي القصة الحقيقية لحياة الفنان الكوميدي الراحل عبدالفتاح القصري ، فهي والله نقلا عن جميع المراجع والصحف المصرية ، تصلح لأن تكون فيلما مضحكا مبكيا ، فيه من تقلبات الحياة ما لم يمر إلا على المعذبين في هذه الأرض !

فتخيلوا بان الرجل كان سليل اسرة غنية نافذة ، وعندما قرر القصري ، دخول عالم التمثيل والانضمام لفرقة الراحل الكبير نجيب الريحاني ، خيره والده بين التمثيل او الحرمان من الميراث ! فترك القصري الملايين وذهب للتمثيل لتحقيق حلمه ، ووصل بالقصري المجد بان يكون اي عمل فني يؤدي فيه دور (البطل السنيد) هو عمل ناجح بامتياز ، الى ان اصيب وهو يمثل على خشبة المسرح في اوائل الستينات ، بالعمى المفاجئ بسبب ارتفاع السكري عنده ، فصاح بأعلى صوته بالممثلين والجمهور ( مش شايف ، انا تعميت) فضج الجمهور ضحكا وظنوا بان ما يقوم به هو جزء من النص ، الى ان ادرك الراحل الكبير اسماعيل ياسين ، المصيبة الكبرى، فسحبه من المسرح الى الكواليس ! ليعيش بعدها القصري عذابات لا مساحة لحصرها على يد مطلقته ، والابن الذي تبناه !

أشهر ادوار القصري الكوميدية هو ( المعلم حنفي ) في فيلم ابن حميدو ، واعتقد بانه قال اشهر عبارة خالدة في حق الرجل الذي تقوده امراته ، بالكويتي ( سكانه مرته ) وهي التي كان يرددها الراحل طول الفيلم ( انا قلت كلمة وكلمتي لا يمكن تنزل الارض ابدا ) ! ولزوم الضحك طول الفيلم الممثلة التي تؤدي دور زوجته ، كاسره فيه ، وماسحه بجميع قراراته البلاط !!

أمس اكتشفت بان الحكومة  باتت تتعامل مع مجلس الامة ونوابه، وفقا لهذا المفهوم فبعد ان بشرنا سمو رئيس الوزراء الحالي في بيان طويل عريض نشر في وكالة كونا قبل 10 أشهر، وجاء فيه بان الحكومة باركت قرار رفع القرض الاسكاني من 70 الف الى 100 الف دينار ومجموعات قرارات اخرى ، فالقانون الذي اقره مجلس الامة يوم الامس ، قانون جديد مشوه مسخ لا علاقة له بالقانون القديم ، وهو زيادة 30 الف دينار عبارة عن مواد بناء مدعومة ! 

 بل وأبشركم بان مصيره ( آيل للتلاعب) من قبل الحكومة وذلك عن طريق اللائحة التنفيذية للقانون ، والامر ليس بغريب على منهجية حكومات سموه ، والدليل القاطع هو قانون صندوق الاسرة الخاص بالقروض  ، فكل ما تم إقراره من قبل المجلس المبطل 2 ، قامت الحكومة ببله بالماء العكر ، ورميه بالبحر مرة أخرى ، عن طريق اللائحة التنفيذية للقانون ، فنفذت ما تريد هي لا ما جاء في القانون! 

الحكومة والحكومات المتعاقبة لسموه تتعامل مع المجلس ونوابه ، كما زوجة القصري في الفيلم تدعه يزمجر ويردد ... انا قلت كلمة وكلمتي لا يمكن تنزل الارض أبدا ، وبالنهاية الحكومة تفعل ما تريد هي ، وطز بالعملية الديمقراطية والتشريعية برمتها !!