الحل في ترشيد الفساد لا الإنفاق المالي.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 731 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  ترشيد الفساد!

ناصر المطيري

 

تتحدث حكومتنا الرشيدة هذه الأيام عن التقشف وربط الأحزمة بترشيد الإنفاق لأنها تزعم بأن الحالة المالية للدولة تتعرض لهدر كبير ولابد من الحد منه قدر الإمكان، وفي الحقيقة ليس الحل في الترشيد الإنفاق المالي ولكن الحل في ترشيد الفساد الذي تجاوز حدود المعقول وأذهل العقول.
ولو قامت الحكومة بعملية حسابية بسيطة وحسبت كم بلغت الخسائر الناتجة عن قضايا الفساد المالي ومشاريع الفساد في مؤسسات الدولة لوجدت أن المشكلة الفعلية هي بترشيد الفساد لا ترشيد الانفاق.
كنا في زمن مضى نسمع عن قضايا فساد تصل إلى مئات آلاف الدنانير في مشروعات حكومية أو تجاوزات إدارية واليوم تفاقم الأمر ولم يعد يلفت انتباهنا أن نسمع عن بعض قضايا الفساد تبلغ مئات الملايين بل لامس الفساد سقف المليارات ولاعجب في ذلك مادام فساد الذمم وافسادها صار نهجاً وثقافة، وهنا مكمن الخطر.
الخطر أيضاً أن نسمع ونرى ونقرأ عن ظاهرة شرعنة الفساد حيث تجري مجاري الفساد عبر قنوات تشريعية وبتغطية قانونية. ونجد أناساً يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون.
 لن يتقبل الناس الدعوة للتقشف وترشيد الإنفاق بما لايجاوز عشرات الآلاف وهم يرون بعيونهم مئات الملايين تسرق عبر مشروعات حكومية لمقاولين متنفذين، لن يتقبلوا الترشيد وهم يرون أموال البلد ومقدراتها التي هي ملك للأمة توزع هبات وتحت غطاء معونات وكسب ود دول فيما المواطن الكادح يواجه الظلم والضيم في سبيل الحصول على سكن أو وظيفة أو علاج جيد أو تعليم سليم متطور.
لن يتقبل الناس الدعوة للتقشف والترشيد وأسواق المتنفذين تحرق جيوبهم، فكثير من الأغنياء يزدادون غنى وثراءً فاحشاً ويرضعون من ثدي الدولة السمين بالمناقصات والمشاريع المليونية فيما المواطن هو من يدفع فاتورة التوفير والترشيد في الإنفاق.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك