الدعيج ناصحاً 'المعارضة الجديدة': المادة الثانية أولى بالتعديل

زاوية الكتاب

كتب 590 مشاهدات 0


القبس

المادة الثانية أولى بالتعديل

عبد اللطيف الدعيج

 

المواطن منظرو و«مفكرو» المعارضة الجديدة يبدون لنا كالمرأة الرفلة، أو كالخادم الكسول الذي يكنس ما لا يواكب جو الغرفة تحت السجاد. يتغاضى عنه أو يخفيه، معتقداً أن هذا سينهي الإشكال وسيريحه من تبعات التعامل معه. هذا تماماً ما يفعله منظرو آخر زمن لمعارضة آخر زمن. فهم يؤجلون القضايا الملحة أو الأساسية إلى «بعدين»، بعد تسلّمهم السلطة أو بعد تشكيل حكومتهم المنتخبة، وعندها يصير خير.

ولعل أهم ما يحاول جماعة المعارضة الجديدة تجاوزه أو الالتفاف عليه، هو الموقف من المادة الثانية من الدستور، حيث إنه من المعلوم أن الصراع بين الوجه المدني للدولة والصبغة الدينية لها هو صراع مستمر منذ بداية إقرار الدستور. بل في الواقع انه كان صراعاً مؤجلاً حتى عند مناقشة المادة الثانية في المجلس التأسيسي، حيث تم بشكل قسري المواءمة بين الديموقراطية وبين الالتزام بالشريعة. ومن وقتها ومحاولات الجماعات اليمينية مستمرة لأدينة الدولة بالكامل، خصوصاً بعد انحياز السلطة لهم بعد حل مجلس الأمة وارتدائها للعباءة الدينية التي لم تخلعها حتى الآن.

جماعة المعارضة، الذين يتغنون بالديموقراطية، ويشددون على أزمة النظام السياسي في الكويت الناتجة عن المزج بين النظامين الرئاسي والبرلماني، يتجاهلون تماماً الوجه الآخر، وربما الأكثر أهمية لأزمة النظام السياسي هنا، والمتمثلة في الخلط بين ديموقراطية الدولة وتدينها.

لهذا، فإن الجماعة مشغولون حتى الآن بتعديل ما يتجاوز معظم مواد الباب الرابع من الدستور، ولكنهم يغضون النظر عن المادة الثانية. النظر في أمر المادة الثانية سيؤدي إلى أمرين، يحاول منظرو جماعة المعارضة تجاوزهما. الأول أن النظر فيها سيؤدي إلى انقسامات عميقة وجذرية بين جماعة المعارضة أنفسهم، الذين هم أصلاً تجمع هلامي لا يربطه غير المصلحة الآنية في الترشيح. الأمر الثاني أن الموقف من المادة الثانية سيكشف وجه المعارضة القبيح وغير الديموقراطي الذي يحاول إعلاميوها تغطيته بشعارات الديموقراطية والحرية. فأعضاء المعارضة جميعاً، شبابهم قبل شيابهم، من مؤيدي أدينة الدولة بالكامل.. بحث الموقف من المادة الثانية سيكشف الوجه اليميني للمعارضة، وسيؤدي إلى فقدانها للغطاء «التقدمي» أو الديموقراطي أو حتى السياسي الذي أخفت فيه تخلفها وتعصبها الديني.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك