التجنيد الإلزامي سيحد من طيش الشباب.. بنظر مشاري العدواني
زاوية الكتابكتب يناير 22, 2014, 12:56 ص 963 مشاهدات 0
عالم اليوم
تم النشر / عودة التجنيد إلزامي!!
مشاري العدواني
كنت جالسا في مقهى مطار الشيخ سعد ، احتسي القهوة ، قبيل الصعود للطائرة، وإذا بي استرق السمع لحديث بين نادلة المقهى فلبينية الجنسية، وراكب اجنبي، فالراكب كان يسأل الفلبينية وهو يشير على مجموعة من 6 شباب كويتيين اكبرهم سننا لا يتعدى الـ22 أو 23 عاما ونافخين فوقهم من شدة تدخينهم الشره للسجائر (غيمة سوداء) إذا ما اصطدمت بمنخفض جوي قد تمطر صالة المطار علب سجائر ( مارلبورو احمر) !!
هل التدخين مسموح به في المقهى ؟! لأن المطار بأكمله ممنوع فيه التدخين الا في الغرفة المخصصة للتدخين ، ومن اجابة بالفلبينية تأكدت بأنها عاشرتنا اكثر من 40 يوما فلقد اعطته اكبر (ابرة بنج) سمعتها في حياتي، قالت للاجنبي، بأنها قامت قبل 5 دقائق بابلاغ الشرطة وهم سيأتون في أي لحظة ! شخصيا ابتسمت بوجه الأجنبي لا شعوريا وانا اسمع اجابة الفلبينية، لانني اعلم علم اليقين بانه حتى اللحظة لم يحضر أي شرطي ولن يحضر فالشق عود وكبير جدا!!
هؤلاء الشباب وغيرهم من الشباب اليوم ليسوا فقط مستهترين بمعظم قوانين البلد، بل تم التنكيل بهم من قبل الدولة نفسها بصورة جعلت كل فرد فيهم يكون فرعون لا عونا لوطنه ، فمعظم الشباب اليوم وبسبب سياسة (فرق تسد) التي مارستها الحكومات المتعاقبة منذ اعوام، لم يعد للتعايش الانساني ، بينهم وبين أقرانهم من الشباب من بقية الفئات أي مكان !
فكاذب من يقول بان الكراهية والعنصرية والتحزب المجتمعي والفئوي والطائفي لم يعد السمة الغالبة بين مختلف فئات المجتمع والأخطر على مستقبلنا هو فئة الشباب، وهذا الوباء المستشري والذي نلمسه اليوم هو بسبب الحرب الاعلامية القذرة التي سهلت لها، بل ودعمتها الحكومات المتعاقبة، هناك قلوب شبابية مليئة بالكراهية للآخر!
وخلنا نكون صريحين وقاسيين، فـ(خرابيط) الدعايات والحملات الاعلانية انا شيعي احب السنة أو انا بدوي احب الحضر! والاغاني والبرامج، و( الهاشتاقات) كل ذلك لا يرمم الشروخ ابدا، الحل الوحيد الذي يصهر الشباب في حب الوطن هو ما جعل الاجيال السابقة تنصهر، وتحب بعضها بعض طوال سنوات حتى توجت بقمة الوحدة الوطنية في الغزو العراقي للكويت، انه ( التجنيد الالزامي) يا سادة يجب اعادة طرحه وتنظيمه من جديد، ويجب فرضه الزاميا، وهو الذي سيحد حتى من طيش واستهتار الشباب بجميع القوانين الموجودة بالمجتمع، ففي التجنيد دواء لكل داء تشرذمي نعاني منه حاليا، ومنا إلى الشيخ خالد الجراح وزير الدفاع، فليكن هذا هو مشروعك، وشغلك الشاغل لانقاذ وترميم، ما يمكن انقاذه، ليسجل لك التاريخ بأنك من رمم الشروخ المجتمعية بين شباب الكويت، رجال المستقبل !
تعليقات