مشكلتنا كما يراها جعفر رجب أننا غير قادرين على القتال ولا التحرر

زاوية الكتاب

كتب 781 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  لنعلق المشانق

جعفر رجب

 

المعادلة سهلة جدا، والحل بسيط لازماتنا، وأزماتنا تتلخص في القضاء على أعداء الامة، وهم الكيان الصهويني، والاستعمار، والامبريالية، والفاشية، والماسونية، والفئوية، والطبقية، والعنصرية... وكل ما ينتهي بـ«ياء وتاء مخنوقة» هو رجس من عمل الشيطان، علينا رجمه وقطع عنقه..!
أي، إذا أردنا القضاء عليهم والتحرر من تبعيتهم، علينا بقتالهم!
وإذا أردنا القتال علينا ببناء جيش قوي!
والجيش القوي هو الذي يملك سلاحاً فتاكاً!
والسلاح الفتاك لا يمكن استيراده، إذا علينا بصناعته!
وصناعة الأسلحة تحتاج إلى بناء مصانع!
وانشاء المصانع بحاجة إلى اموال!
والاموال لا يمكن ان تأتي الا بوجود مجتمع منتج!
والمجتمع لا يمكن ان يكون منتجاً الا إذا كان متعلما!
والتعلم لا يمكن ان يكون بالتلقين، بل بخلق فكر ناقد!
وان يكون الفكر ناقداً، يعني ان يكون مبدعا!
ولا يمكن ان يكون مبدعاً إلا إذا كان عقلا متحرراً!
ولا يمكن ان يكون متحررا إلا إذا كنت جريئاً!
ولا يعتبر جريئاً إلا إذا بدأ المجتمع بنقد ذاته قبل ان يرمي سخريته وتهكمه على الاخرين واصولهم وعقائدهم وارائهم!
وان تحرر عقلك من قال فلان، وأفتى علان، ونصح فلان، واخبرنا فلان عن فلان ان «فلان» افضل من فلان!
وان تحرر عقلك يعني ان ترفض ان تؤجره للاخرين، وتفضل التشرد العقلي على الاستقرار الوهمي تحت كنف ادعياء العلم!
وان تحرر عقلك لا يعني انه بدلاً من ان توزع كتيبات «اختاه اياك والموبايل»، و«كيف تتخلص من عذاب القبر»، و«تجنب الجن في عشر خطوات» إلى توزيع كتيبات «الدياكلتيك المادي في مقابل وهم التغيير الافقي» أو «النيوليبرالية رؤية مستقبلية وحداثة التحديث»... فانت لا تقوم إلا بتغيير «فلاش ميموري» معلوماتك، دون أن تحرر عقلك!
وان تحرر عقلك عليك ان ترمي بكل ما اكتنزته من خرافات وبلاهات طوال سنوات في أقرب حاوية، فما اكتنزت سوى جواهر مزيفة!
وان تحرر عقلك لا يعني ان تعلق حبال المشانق على كل ابواب المدينة، لتعلق عليها كل التيوس، وعندها الامة سيقدسون التيس ونعله ومسواكه، بل عليك ان تعلق قبلها تاريخاً كاملاً من الغباء والاوهام والسخافات...!
اننا غير قادرين على القتال ولا التحرر ولا زراعة البطيخ... ولا اعداء الامة يريدون القضاء علينا لانه عندها لن يجدوا من يحاربونه وينتصرون عليه، او على الاقل يضحكون عليه... وانا شخصيا غير قادر حتى على انهاء المقال... ولهذا أتوقف عند هذا الحد.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك