عن دولة المكاتب الصحية!.. يكتب مشعل الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0


الراي

إضاءة  /  دولة خارج الدولة

مشعل الفراج الظفيري

 

اعتدنا على سماع جملة (دولة داخل دولة)، ففي أغلب الدول النامية ( المتخلفة ) تجد هناك مؤسسات أو هيئات تعمل منفردة وخارج السرب القانوني المتبع في الدولة ولها قانون خاص في اتخاذ القرار بمعزل عن بقية المؤسسات والهيئات التابعة للدولة نفسها ابتدعه القائمون عليها...
أما موضوعنا اليوم فهو مختلف نوعاً ما، فهناك مكاتب تتبع دولة الكويت تعتبر نفسها دولة مستقلة وتضرب عرض الحائط مصالح المواطنين وتُدار أمورها بالكوسة والمحسوبية في ظل الغياب التام لحكومتنا الموقرة... حكومة تغرق في الأمطار.. حكومة تضع لجان تحقيق في الحصى الموجود في الشوارع... حكومة غالبية وزرائها تعينوا بمنصب مديرين عامين وليس وزراء قادرين على اتخاذ القرار ومحاسبة المقصرين... وفي المقابل الشعب يعاني الأمرين في الخارج من بعثاتنا الخارجية سواء كانت ديبلوماسية أو صحية أو حتى عسكرية، وحتى نكون منصفين فهناك قلة قليلة من هذه البعثات الخارجية من تهتم للناس وتسهل أمورها... 
أردت الحديث اليوم عن مكاتبنا الصحية وما فيها من خلل في التركيبة الوظيفية وتقاعس من رؤساء المكاتب الصحية على القيام بأعمالهم، فهم يعتقدون أنهم في نزهة لهذا تجد الكثير من المواطنين يعاني الأمرين حتى في مقابلتهم، وبرأيي الوصول لوزير الصحة أسهل من مقابلة رؤساء هذه المكاتب... المرضى في الخارج يعانون من قلة اهتمام المكاتب الصحية في متابعة حالاتهم ويترك المريض وحيداً في ترتيب مسكنه وتدبير المترجم، وعليه كذلك الاعتماد على نفسه في توفير مواصلاته والمكتب الصحي دوره فقط مصرف بنكي يقدم المال حتى الفواتير التي يقدمها المريض أو مرافقيه تطلع روحهم السابعة لتحصيلها... هناك مرضى في الكويت ينتظرون مواعيدهم للسفر والمكاتب الصحية تتلاعب في عملية الوقت بحجة انتظار ردود المستشفيات، وكم أتمنى من وزير الصحة أو وكيلها تكليف لجنة تحقيق في مسألة المواعيد ليكتشفوا حجم التلاعب والمحسوبية، فهناك من يأتي موعده خلال يومين وهناك من ينتظر بالأسابيع للحصول على موعد ومع الأسف هناك مرضى بالسرطان لا تُقدر حالاتهم... 
اليوم يا معالي وزير الصحة نحن ننقل معاناة المرضى في الخارج ومعاناة المرضى الموجودين في الكويت الذين ينتظرون مواعيدهم، وإذا لم تحرك ساكنا فقد نكون معذورين في انتقادكم... فإذا كنت قادراً على مواجهة من «يعشعشون» في المكاتب الصحية، وكنت شجاعاً في اتخاذ قرار يسمح بتكويت هذه المكاتب لتصل إلى نسبة 80 في المئة، فإنني والله أول المدافعين لك في ملفنا الصحي الخارجي، وأنت تعلم حجم التلاعب في مكاتبنا المترامية في الخارج والتي يسيطر عليها عرب أفريقيا البيض والسود ولا عزاء لبعض رؤساء هذه المكاتب الذين يهتمون لتعليم أبنائهم في أفضل المدارس ويعالجون أقرباءهم في أحسن المستشفيات أما المواطنون من أصحاب الدخل المحدود فبالكاد يكلمونهم عبر الهاتف وقسمكم يا دكتور على الذي أقسمتم به أمام سمو الأمير وأمام مجلس الأمة يحتّم عليكم الذود عن مصالح الشعب خصوصاً المرضى منهم... والله من وراء القصد. 
إضاءة:
بعض رؤساء المكاتب الصحية عندما يسمع بقدوم أشخاص من الطبقة المخملية يركض لاستقبالهم في المطار ويوفرون لهم سكنا «خمس نجوم» أما الفقراء والبسطاء فتاكسي المطار ينتظرهم... ولا عزاء حتى لرئيس بعثتنا الديبلوماسية...!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك