تنزيهًا لعرض العلماء :جبهة علماء الأزهر تطالب مجمع البحوث الإسلامية بالتبرؤ من بيان إدانة فيلم 'إعدام فرعون'

عربي و دولي

659 مشاهدات 0


 استنكرت جبهة علماء الأزهر'، صدور بيان عن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يندد بالفيلم الإيراني 'إعدام الفرعون'، المسيء للرئيس الراحل أنور السادات، والذي يطالب فيه بإحراقه، بعدما اعتبره سلوكًا سفيهًا، ويمثل أبشع صورة للخروج عن أحكام الإسلام وعلى آدابه وقيمه الشريفة.
وألمحت الجبهة في بيان نشره موقع 'المصريون'  إلى أن ما وصفته بـ 'البيان البائس' الصادر عن المجمع في أعقاب اجتماعه الطارئ الاثنين قبل الماضي، ربما يكون 'تورط في إصداره على غير رضاه'، نتيجة ضغوط سياسية مورست عليه.

وطالبت بضرورة الإسراع لاستدراك ما وصفته بـ 'السقوط الزري الذي ألحق البيان، إن كان البيان البائس الشائه قد تورط المجمع فيه ونُسب إليه ثم صدر عنه على غير رضا منه ولا إقرار، أو التبري منه ومن آثاره التي قد تغيب عن المجمع وأعضائه، إذا كان وراء البيان البائس مَنْ ساعده زمان، وحركه سلطان'.

وأوردت الجبهة، في بيانها تعليق الكاتب فهمي هويدي في مقاله 'بيان بائس' المنشور بجريدة 'الدستور' والذي ندد فيه ببيان مجمع البحوث الإسلامية، قائلاً إنه ليس من عادته أن يقحم نفسه في تقييم الأعمال الفنية والأفلام الوثائقية، خصوصًا إذا كان لها طابع سياسي.

وأضافت الجبهة 'إننا نلح على رجاء سرعة التصحيح أو التبري تنزيها لعِرضنا، فإن من المراقبين والمتابعين من يظن خطأً أن الجبهة هي المجمع؛ على رغم قيام السور الذي ضربه الله تعالى بينهما في الدنيا قبل سور الآخرة'.

وحثت في بيانها، المجمع على العدول عن مسلكه 'تصحيحًا للمسيرة، وتصويبًا للسيرة (...) خاصة بعد أن تشرف المجمع بالعضوية الجديدة للعلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، الذي لم يكد خبره يلمس قلوبنا بالفرح بها، حتى صفعنا المجمع بحرصه على استدامة حاله في الأمة واستدعاء بقاء الأحزان عليه'.

وكان المجمع أعرب في بيانه عن أسفه لما قامت به ما وصفها بـ 'فئة مضلة' من إيران بإنتاج ذلك الفيلم القبيح لما جاء به من إساءات بالغة للشهيد الرئيس السادات وفيه تمجيد للذين اغتالوه خيانة وغدرا'.
وأكد 'أن القرآن الكريم توعد في آيات كثيرة أولئك الذين يحكمون على المسلم بالكفر ويشبهونه بفرعون بـأشد العذاب وهم ملعونون في الدنيا والآخرة، كما نهت الأحاديث النبوية الصحيحة أشد النهى عن سب المسلم أو قذفه أو وصفه بالكفر، لاسيما بالنسبة للأموات الذين صار حسابهم لدى خالقهم عز وجل'.

ورأى البيان أن 'هذه الفئة الإيرانية المضلة عندما ترتكب هذا الفعل الشنيع تكون قد ارتكبت أبشع ألوان الجرائم والغرور والجهالة، لأن الذي يحاسب كل إنسان على عمله هو الله تعالى'، موضحًا أنه 'يجب على حكام إيران ان يعلموا أن مجمع البحوث الإسلامية يخاطبهم بمنطق الدين وليس السياسة، وعليهم أن يعلموا ان صدور هذا الفيلم القبيح جريمة نكراء لها أسوأ العواقب، لأنه فعل يخالف شريعة الاسم وآدابه'، على حد البيان.

وكانت الحكومة الإيرانية نأت بنفسها عن الضجة المثارة حول الفيلم، نافية وجود علاقة بينها والجهة المنتجة للفيلم، وهي مؤسسة غير حكومية تابعة للمنظمات المدنية بالجمهورية الإسلامية، تتولى إنتاج أفلام وثائقية لا دخل الحكومة فيها، حسب قولها.

غير أن ذلك لم يؤد إلى وقف موجة الجدل المثارة في مصر حول الفيلم، وتسببت الأزمة في إلغاء مباراة كرة قدم ودية بين منتخبي مصر وإيران، كما قامت السلطات المصرية بمداهمة مكتب فضائية 'العالم' الإيرانية، وصادرت معداته، لعدم الحصول على ترخيص للعمل في مصر، كما أعلن محمد الأفي رئيس تحرير جريدة 'الوطني' لسان حال الحزب الديمقراطي الحاكم أنه شارف على الانتهاء من كتابة فيلم بعنوان' الخميني إمام الدم' ردا على 'إعدام فرعون'
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قطعت بين الجانبين عقب الثورة الإيرانية، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، عام 1979م، ثم استؤنفت عام 1991م، على مستوى مكاتب لرعاية المصالح.
وشهدت العلاقات بعض التحسن، في السنوات الأخيرة، غير أن إطلاق اسم خالد الإسلامبولي، على شارع في طهران، اعتُبر من بين الأسباب التي تعرقل استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، وقد أدى فيلم 'إعدام فرعون' إلى توتر فى العلاقات بين البلدين، سيحتاج بعض الوقت لاستعادة الثقة بين البلدين. 

تعليقات

اكتب تعليقك