وصل المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض باراك أوباما الاثنين 21-7-2008 إلى العراق, البلد الذي يدعو سيناتور ايلينوي إلى انسحاب القوات الأمريكية منه في غضون سنتين، كما أكد مسؤول أمريكي.
وقال المتحدث باسم سفارة الولايات المتحدة في بغداد ارمند سوسينييلو 'إن السناتور أوباما وصل إلى العراق في اطار وفد برلماني مع السناتورين تشاك هاغل وجاك ريد'.
وأتى أوباما العراق من الكويت، حيث توقف بعد محطة أولى في أفغانستان التي يعتبرها الجبهة المركزية في 'الحرب على الارهاب' وحيث دعا الى ارسال تعزيزات على الفور. وسيتوجه بعد ذلك إلى الأردن فإسرائيل ثم سيتابع جولته في ثلاث دول أوروبية هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
ويتمتع المرشح الديمقراطي بشعبية كبيرة بين العراقيين، فخلال 24 مقابلة أجرتها 'رويترز' مع عراقيين في جميع انحاء البلاد، قال كثيرون إن رجلا أسود يمكن أن يدرك محنتهم، خاصة ان الزيارة تأتي لدعم خبرة المرشح الديمقراطي في السياسة الخارجية ودحض اتهامات منافسه الجمهوري جون مكين بأنه لم يشاهد الأوضاع في العراق بنفسه.
وقال مصطفى صلاح، وهو موظف في احد مكاتب مدينة البصرة الجنوبية 'أؤيد اوباما. اعتقد انه الافضل بالنسبة للعراق وللعالم.. اذا فاز مكين فسأشعر بانني محطم'.
وأضاف طبيب في شمال كركوك يدعى هشام فاضل قائلا 'انه افضل بكثير من الاخرين لانه اسود والسود تعرضوا للاضطهاد في أمريكا. اعتقد انه سيشعر بمعاناتنا'.
وأوباما من ام بيضاء واب كيني اسود. ويشير الى نفسه بانه اسود وغالبا ما يتحدث عن خلفيته المتعددة الثقافات.
لكن، لن يتاح على الارجح للعراقيين العاديين القاء نظرة خاطفة على اوباما لانه سيمضي معظم وقته في المجمع الحكومي والدبلوماسي بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين خلال زيارته لبغداد.
ورغم تراجع حدة العنف في العراق الى ادنى مستوى لها منذ 4 اعوام وبذل بعض الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الا ان خطر الهجمات بالسيارات الملغومة وعمليات الخطف لم يتلاش.
وينقسم العراقيون في حقيقة الامر بشأن خطة اوباما لسحب القوات الامريكية المقاتلة خلال 16 شهرا اذا فاز بمنصب الرئيس الامريكي. ويقول البعض ان هذه السياسة تأخرت كثيرا بينما يعارض اخرون ذلك لشعورهم أن قوات الامن العراقية ليست جاهزة بعد لتحمل المسؤولية.
وقال مناضل المياحي، وهو سياسي مستقل في البصرة، ان ما قاله اوباما عن سحب القوات الامريكية يهدف فقط لتحقيق مكاسب سياسية لانه امر غير واقعي. أما كاميران محمد من كركوك، الذي زار الولايات المتحدة مؤخرا ضمن هيئة مراقبة انتخابية لدراسة الانتخابات، فيرى أن أوباما هو الذي سيكون جيدا بالنسبة للعراق وليس مكين. ويضيف 'عندما كنت في الولايات المتحدة اكتشفت ان الديمقراطيين يميلون للسلام وتجنب الحروب'.
وجعل اوباما من معارضته للغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل 5 اعوام محور حملته الانتخابية. اما منافسه الجمهوري مكين فقد ايد قرار الرئيس الامريكي جورج بوش بغزو العراق وكذلك زيادة القوات التي امر بها العام الماضي والتي ساهمت في انتشال العراق من حافة حرب اهلية طائفية.
وقالت مدرسة تدعى زينب رياض 'افسد الجمهوريون وبوش صورة أمريكا. فوز مكين يعني بقاء بوش'. ورد معظم العراقيين بعدم مبالاة على اسئلة حول ماضي اوباما وما اذا كانت خلفيته ستؤدي الى سياسة أمريكية افضل في الشرق الاوسط.
وأوباما مسيحي بروتستانتي لكن والده الكيني نشأ كمسلم. وسعت حملة اوباما الى تبديد شائعات بأنه مسلم.
وقال محمد صادق الذي يمتلك متجرا للهواتف المحمولة في بغداد 'بصراحة.. لم يفعل المسلمون في مجتمعنا اي شيء لنا'، بينما استشهد عراقي اخر بالحروب بين المسلمين في وطن واحد.
واعرب اخرون عن عدم الاهتمام بانتخابات الرئاسة الامريكية بوجه عام اذ ان اكثر ما يشغل اهتمامهم هو معاناة الحياة اليومية في العراق. وقال عبد المهدي هادي مدرس من البصرة 'لا افكر في الوقت الراهن سوى في الحصول على ما يكفي من الكهرباء. لا اعتقد ان اي مرشح منهما سيغير الوضع في العراق'. |
الآن - وكالات
تعليقات