عن مسار علي الراشد الجديد!.. يكتب حسن كرم
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2014, 12:55 ص 2015 مشاهدات 0
الوطن
مسار علي الراشد..!
حسن علي كرم
لعل اول سؤال يخطر على البال هو، هل لو ان رئيس مجلس الامة المبطل (2) السيد علي الراشد قد فاز برئاسة المجلس الحالي، هل فكر ان يتخذ جانب المعارضة وتحديدا لرئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك، وهل لو كان رئيسا للمجلس هل فكر بتأسيس تجمع سياسي شعبي يجمع كل اطياف ومكونات الشعب الكويتي على حد وصفه..؟!!
بداية، يجب ألا نشكك بتوجهات السيد علي الراشد السياسية والوطنية، فالرجل قبل ان ينخرط في العمل السياسي هو رجل قانون وعدالة، هو قادم من دار العدالة والقضاء، فلابد ان نتوسم فيه النزاهة والعدل.
واذا كان العمل السياسي يحتم على مريديه ان يتسموا بالانتهازية وفن الممكن، لكن تظل السجايا الشخصية هي المحك، ذلك ان الانسان وان تلاعبت به الاهواء والمنازع ما يلبث ان يعود الى ما كان عليه من أطباع وسجايا اخلاقية، وبحسبان ذلك فلا نظن ان تجرد السيد علي الراشد من (روب) القاضي الى بشت السياسي المذهب قد غير طباعه، فالانسان في سجاياه وفي اخلاقه.
شهدت الكويت منذ فترات متباعدة تجمعات وتنظيمات سياسية، هي اشبه بفقاعات او طراثيث او فقع موسمي ما يلبث ان يختفي، ورغم ذلك فهناك تجمعات قد اثبتت وجودها على الساحة كقوة سياسية فاعلة، وكانت لها اسهامات في تطور العمل الوطني السياسي، ولكن ما نحتاج اليه هو القول ان العمل السياسي في الكويت غير منظم فلا هناك قانون ينظمه ولا تعترف فيه الدولة نظريا الا انه في الواقع تأخذ الدولة في الحسبان توجهات تلك التجمعات او التنظيمات العاملة على الارض بدليل تمثيل بعض التجمعات في الحكومات كوزراء فلا خلا تشكيل وزاري جديد منا تمثيل بعض التجمعات في الوزارة كتجمع الاخوان (حدس) والسلفيين والتحالف الوطني (الليبراليين) هذا بخلاف الشيعة والقبائل.
بيد ان الصحيح ايضا هو ان وجود تنظيمات سياسية لا يعني بالضرورة وجود برامج ورؤى سياسية ولوائح تنظيمية ففي التنظيم الواحد قد تتعدد الرؤى ولا يفرض الالتزام بالخط السياسي او القيود على حركة الدخول الخروج ولعل من اسباب هشاشة وليونة التجمعات كونها لم تؤسس على ارضية ثابتة وصلبة.
دخول السيد علي الراشد على خط التنظيمات السياسية هذا معناه ان الرجل في عقله شيء ما، وكما نقول في الامثال اللاعب غير المتفرج، لذا فالرجل منخرط في المعترك السياسي ويرى ما لا يراه المراقب من بعيد خصوصا مع صدمة انتخابات الرئاسة..!!
فالسيد علي الراشد لم يكن يتوقع ان تتخلى عنه الحكومة بسهولة وتتجه الى غيره، ولكن الصحيح ايضا ان انتخابات الرئاسة لم تكن خيار الحكومة فأكبر الظن ان الرئاسة رتبت بليل وخارج قاعة المجلس.. (ترتيب دواوين)..!!
لاريب ان الكويت تعاني من فراغ سياسي رغم كثرة السياسيين والناشطين السياسيين، فغالبية من هؤلاء لا يعادلون «شدة بصل» والقول الاصح ان الكويت تعاني من الفراغ القيادي بمعنى فقدان الرموز وفقدان القيادات السياسية، المؤثرة والفاعلة وبالتالي فوجود تنظيم سياسي جديد اذا لم يكن فاعلا ومؤثرا في الارض فوجوده وعدمه واحد..!!
لذلك يظل السؤال ماذا يحمل «مسار» علي الراشد من جديد.. هل هو ردة فعل على تداعيات انتخابات الرئاسة، ام انه تنظيم على اساس رؤية سياسية وطنية جامعة، وعلى وعد انتشال البلاد من كبواتها المتكررة ووضعها التنموي البائس وعلى كسر طابو الاحتكارين السياسي والتجاري للقلة المنتفعة والمحتكرة للمناقصات والوكالات، وكثرة مهمشة ومهملة..؟!!.
تعليقات