أين هو الإصلاح؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه محمد حيات
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2014, 12:46 ص 635 مشاهدات 0
الراي
سوالف / الإصلاح أكبر منكم يا سادة!
محمد جوهر حيات
بلا مُقدمات فالكل من حولنا يتغنى بضرورة الإصلاح والعمل به من أجل رفع شأن هذا الوطن في كل المجالات، والجميع يقر بوجود الفساد وتضخمه في مؤسسات الدولة كافة التي بحاجة ماسة للإصلاحات كي تقوم بدورها اللائق، والجميع نصّب نفسه بالمصلح لهذا البلد المتوقف بل المتراجع بكل النواحي العملية وهو بلد المنح الخارجية المليارية!
فقد أصبحت كلمة التنمية مزعجة لمسامعنا نسمعها ولم نرها والإصلاح تُطربنا ألحانه والفساد تُبكينا أعماله، فأين هو هذا الإصلاح الذي يُجيد غناءه الساسة والحكومات والسلطات التي «أدوشت» مسامعنا بتكراره؟! بلا فعل وعمل وجهد إصلاحي ملموس! وواضح جداً بأن الكل يعرف السبب ولكن الجميع صامت لا يُريد إبطال العجب!
> الإصلاح أكبر من حكومة يعتذر أغلب كفاءات الشعب عن عدم الانضمام لتشكيلها لإيمان هذه الكفاءات بأنها حكومة وزراء أغلبهم ينفذون ما يؤمرون به وهم فاقدو الصلاحيات والقرار، وما زالت تلك الحكومة متمسكة بنهج المحاصصة العرقية والمذهبية والتحالفات الوقتية بالتشكيل بعيداً عن مقومات الوزير العلمية والعملية والخبرات الميدانية والتخصصية ورؤية الوزير التطويرية لهذه الحقيبة الوزارية! فالتعديل الوزاري الأخير خير دليل وما هي إلا حكومة جديدة بوجوه (عتيجة)! وما زلنا ندور في فلك الحكومة العاجزة عن تقديم رؤية وبرنامج عمل واقعي يُحاكي واقعنا وفق مقوماتنا ومازالت تعشق بيع الأوهام والسير بنهج سنعمل وسنُقدم وسننجز!
> الإصلاح أكبر من برلمان ملكي أكثر من الملك وحكومي أكثر من الحكومة نفسها يقوم نوابه على التسابق لمنصة التصريحات والقفشات الإعلامية ذات التكسبات الانتخابية والتقاتل من أجل إقرار قوانين عاطفية لدغدغة مشاعر العامة من الشعب! وتصوير صورة التهاون بأنها (تعاون) بين السُلطتين! والكل يخاطب شريحته الانتخابية متجاهلاً العمل التشريعي التنموي والرقابة البرلمانية الصادقة الخالية من شوائب المصلحة الانتخابية والخاصة! فلا خير ببرلمان ماهو إلا مدرسة مشاغبين ما بين شتيمة وتهديد ووعيد وأقوال خالية من الأفعال!
> الإصلاح أكبر من شعب يعمل عكس ما يأمل! يطالب بالإصلاح وينتخب على أسس الفزعة المذهبية والعرقية، شعب مستعد أن يُقسم نفسه إلى مكونات اجتماعية ويسحق نهج المواطنة التي لا بد أن تكون هي معيار التعامل والتعاطي بين الشعب نفسه وسلطاته التي هو مصدرها، شعب ينتخب فلاناً نكايةً في فلان لم ولا ولن تحترمه حكومة أو برلمان، ولن يُقدما لهُ ما يريده ولن يدافعا عن مصالحه وأمواله ولن يؤديا من أجلهِ أعمالهم بالأمانة والصدق! شعب معارضته صوتية ومولاته (مصلحجية) ويفتتهُ كل عُنصري وطائفي وقبلي لن يفقه يوماً ماهو الإصلاح ولن يلتفت لهُ أحد!
باختصار: الإصلاح أكبر منكم يا سادة!
تعليقات