خالد الجنفاوي يطالب بوضع المزيد من القيود القانونية ضد دعاة التطرف

زاوية الكتاب

كتب 698 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  المتعصب: بصيرته عمياء وتفكيره محدود

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يقترن التعصب بكل أشكاله, وألوانه, وتجلياته مع بساطة وسذاجة التفكير, فمن يعتنق آراءً دينية متشددة أو انطباعات ايديولوجية متطرفة بشأن ما يحدث في العالم الخارجي لا يبدو انه يدرك جيداً ما يدور حوله, فالمتطرف, الديني او الطائفي, يميل الى تبسيط غالبية ما يدور حوله ويعتنق فقط ما يستطيع استيعابه وفقاً لقدراته العقلية المحدودة. والمتعصب الأيديولوجي كذلك, لا يحيد عن نظرته الضيقة تجاه المختلفين عنه فهو دائماً على صواب والآخر دائماً على خطأ. 
التطرف يجد مكانه غالباً في تلك العقول الضيقة بفطرتها. فيتطرف ويتعصب فقط اولئك النفر الذين لم يتعودوا ممارسة حرية الرأي والتعبير في حياتهم اليومية أو يحترموا كرامات الناس المختلفين, فبالنسبة الى المتعصب فان المشكلات التي تواجهه في حياته اليومية بسيطة وتتطلب فقط التحصن خلف كراهية الآخر المختلف, وعدم السماح للعقلاء بالتدخل لمساعدته, لان المتعصب لا يتأثر سوى بمن هو متطرف مثله, أي من يشابهونه في طريقة التفكير الضيقة, ويطلق كثير من المتخصصين بدراسة مظاهر التعصب صفة بساطة ومحدودية التفكير على الذهنيات المتطرفة. 
فالعقليات المنغلقة على نفسها لا ترقى غالباً الى مستوى مرتفع من التفكير والتحليل الذهني, حيث تعتقد بعض العقول المتطرفة ان الانسان ليس بالضرورة أن يفكر لنفسه, بل عليه أن يصدق مباشرة ما تكتبه اقلام وتلفظه ألسنة سدنة التطرف! 
المتعصب بسيط التفكير لدرجة أنه يدور ويلف حول ما سيتلفه لاحقا, مثل غلوه المجنون وانغلاقه الذهني الصارخ. فيقترن التطرف والغلو بالمآسي والفواجع البشرية والتي تسببها العقليات المنغلقة على نفسها, فبسبب انغلاقه الفكري وبساطة آلياته الذهنية يصبح المتطرف أداة يستخدمها المتعصبون الدينيون والطائفيون, لتدمير المجتمع وبث الفتن وإثارة القلاقل, ولأنه, أصلاً, لا يتمتع بقدرات ذهنية مناسبة تمكنه من اكتشاف الحقيقة بمفرده يصبح المتعصب مطية لتنفيذ أهداف ومخططات المخربين والحاقدين على المجتمع الإنساني. 
يقترح بعض المتخصصين بدراسة تاريخ الغلو والتطرف الديني والمذهبي والتعصب الفكري مكافحة هذه المظاهر المدمرة عن طريق التندر والفكاهة عبر توضيح تناقض الافكار المتطرفة مع الواقع والحقيقة, ولكنني أعتقد أنه يصعب التعامل فقط بالسخرية والتندر مع المتعصب, وبخاصة في عالم معاصر أصبح فيه الغلو بالنسبة الى بعض الناس بديلاً عن الديمقراطية والتسامح. 
وضع مزيد من القيود القانونية ضد من يدعون الى نشر التطرف والتعصب, وقطع التمويل المالي عنهم, والتعامل بصرامة مع من يستميت للوصاية الاخلاقية على الناس ربما سيؤدي إلى تخفيف وطأة هذا الوباء القاتل.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك