انتقاد الايدلوجيا الليبرالية تاريخيا

زاوية الكتاب

كتب 938 مشاهدات 0


النظر الى التاريخ باعتباره اساسا يستند عليه في اثبات الوقائع الماضية امر لا بد منه على الاقل لمن اراد ان يتبين ولو شيئا يسيرا من حقائق الامور وان يعتمد عليها في تاسيس نظرة مستقبلية يمكن ان تفيده في التعامل مع الاحداث المتسارعة الجارية ولكن الغالب ان نظرة التحيز من قبل احد الاطراف اتجاه ذلك التاريخ كانت اساسا في تعامله مع خصومه وانا هنا اتحدث عن جانب الايدلوجيا الليبرالية فقد لا ينكر احد من اتباع ذلك التيار ان ثقافتهم وخلفيتهم الايدلوجية انما كانت نابعة من مصدر خارجي اي انها ثقافة مستوردة وعليه فان تلك الثقافة لا بد وان تبين مواطن الاتفاق والاختلاف فيها مع واقعهم المعاش ولكن وللاسف فالعكس هو الصحيح فغالبية من عرفوا الحق وعاندوه من اصحاب هذا التيار لا ينظرون الى الليربالية من واقع فكر يقبل الاخذ والرد وانما من واقع فكر صدامي يرغبون فيه بتحجيم التيار الاسلامي عن الواجهة ثم تغريب المجتمع وجعله مذابا في ثقافة اخرى خارجية مستوردة مقابل بعض الفتات كالمال والمناصب وربما ان ذلك اتباع ذلك التيار عندما اعتنقوه لم يكونوا مؤمنين بحقيقته كون ان 


عددا من اقطابه لم يكونوا منزهين فعليا عن كل خطا كما انهم لم يتفحصوا تاريخ ايدلوجيتهم وما جلبته من مصائب حقيقية يندى لها جبين الانسانية كما ان كثير منهم لم يراعي حقوق الدين او على الاقل ينظر الى احكامه الشرعية كنظرته لاحكام الليربالية فلا يخفى تارييخا ان مهد الليبرالية الفرنسية اسست على اعدام لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت وكثير من افراد القصر الملكي عبر قطع رؤوسهم بمقصلة كما ان ساحة الكونكود التي شهدت اعدامهم لم تخلو من اعدام كلب تلك الاسرة الملكية والذي لم يكن يملك من امره شيئا سوى انه كان كلبا لملك كرهه شعبه فاعدمه واسس على انقاض مملكته صرح العلمانية الواهي

تلك الواقعة التاريخية وما تبعها من وقائع وجرائم كانت مهد العلمانية فرنسا بطلتها لم يسلط عليها الضوء باعتبار ان فاعليها من معتنقي فكر ايدلوجي علماني فلم تكن جرائم الاستعمار في الجزائر من اعدام عبر رمي من الطائرات واغتصاب للنساء وتعذيب الابرياء جزءا من اطار انتقادي منتقدة باعتبارها نتاج ايدلوجيا ولكن احكام الشرع التي اساسها القصاص للقتلى والحفاظ على الاعراض كانت مدار سخرية وتهكم ممن يدعون انهم حماة لحقوق الانسان فان كان هؤلاء ينظرون الى الاسلام كايدلوجيا وهو اشرف من ذلك باعتباره منهاجا للحياة وينتقدونه على هذا الاساس فمن باب اولى ان ينتقد تاريخهم الذي لم يتعدى بضع مئات من السنوات وكان به من الجرائم ما يكفي لملئ صفحات بل ومجلدات مقارنة بدين راسخ كان له من القرون ارع عشر منذ بعثة خير البشر الى حين قراءة هذا المقال وما سطر


الآن - رأي: محمد سعود البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك