أيّ مخطَّط يُساق إليه العالم العربي؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه المقاطع
زاوية الكتابكتب يناير 9, 2014, 1:08 ص 687 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / عواصف الشتاء العربي عاتية!
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
أيّ مخطَّط يُساق إليه العالم العربي؟ وعلى يد مَن؟ وبمساهمة ودعم أي دُمى متناثرة في أرجاء وطننا العربي ودول جواره.
إن إعادة اكتشاف مواضع الضعف لدينا، ومن ثم الاستفادة منها برهنت أن الغرب كان يمضي بمسار محدد في اتجاهه، ومدروسة منعطفاته، ومرسومة نهايته، فالثورة الإيرانية في عام 1979، على الرغم من فجائيتها، فإنها كانت برعاية غربية كاملة. فمن يتعقّب حركة الخميني بين العراق وإيران، حتى انتهى به المقام في باريس منذ 1977 وحتى نجاح الثورة بقيادته الجماهيرية والروحانية، يدرك أن خطبه وخطاباته وتأمين اتصالاته وحركته، التي هي وقود الثورة، لم تكن لتتحقق، لولا أن فرنسا ومعها بقية دول الغرب أرادت ذلك، وأفسحت كل الطرق والإمكانات لإتمامه. وتلك كانت البداية للمسار، وهي إقامة دولة شيعية في إيران، بعد أن ضُحِّي بشاه إيران، الحليف المخلص للغرب. ثم كان المسار الثاني في عام 1984 بالتحول اللافت للنظر الى الغرب، بالتخلي عن دعم العراق والوقوف مع إيران في الحرب الدائرة بينهما، ليتم ترجيح الكفة الإيرانية وتدعيم ركائز الدولة الشيعية الجديدة، ويمر شريط مسارات تخطيط العقل الغربي ليوسّع من التمدد الشيعي بإقامة عراق شيعي، والتذبذب في إضعاف النظام الطائفي في سوريا، والصمت عن القلاقل التي تمارسها إيران في كل من البحرين واليمن ولبنان، وغيرها من الدول. فقد اكتشف الغرب أن العامل الطائفي موضع الضعف الأهم لخلق حالة من اللااستقرار في العالم العربي، بل حتى الإسلامي، فتعمد إشعال هذا العنصر حتى يكون بأسنا بيننا شديداً، ويؤدي - حتماً - إلى التفتيت، وهو ما تلمس كل أهدافه ومقاصده من الحال التي آلت إليها الأمور عندنا.
وفي نطاق تلك المنظومة نطالع الأمور الآتية:
- تزايد تصفية السنة في العراق وإتاحة الفرصة لظهور مجاميع متطرفة بنكهة غربية، مما يبرز دعوات تقسيم العراق طائفيا.
- إبقاء الوضع في سوريا في حالة اللاحسم لتمهيد الطريق لتقسيم سوريا لدولتين.
- إشعال حالة الفتنة الطائفية في لبنان منذ مقتل الحريري ووصولا الى مشاهد التفجيرات الأخيرة، مما يبرر تقسيمات ما ينتظرها لبنان.
- وفي اليمن ظهر الحوثيون بمطالب تدل على محاولة لتفكيك اليمن طائفيا.
- واستمرار حالة القلق الأمني والديموقراطي في مصر يولّد خوفاً متزايداً.
- والتوترات في تونس وليبيا والسودان تبرز خبث الأيادي العابثة.
- وموضة التشكيلات القتالية المفاجئة وبأسماء متعددة في سوريا والعراق واليمن، تشير إلى أدوار مشبوهة لبعض الأنظمة العربية المتهالكة والصناعة الغربية لهذه التشكيلات، لتبقينا في دائرة الصراع والتفتت الطائفي الذي تغذيه.
وواضح أن عواصف الشتاء العربي عاتية.
اللهم إني بلغت.
تعليقات