الهدوء السياسي برأي فوزية أبل ضروري لأي رؤية إصلاحية أو تنموية

زاوية الكتاب

كتب 523 مشاهدات 0


القبس

الأصل.. 'هدوء' المجلس

فوزية أبل

 

الصفة التي لازمت مجالس المؤسِّسين والرموز والشخصيات النيابية الوطنية، التي أنجزت قوانين في غاية الرقي والأهمية من دون ضجيج أو تهديد.

يختلف تفسير الشارع الكويتي لكلمة «هدوء»، التي تصف حالة مجلس الأمة الحالي، فالبعض يرونها ركوداً في أروقة المجلس وأدواته الدستورية، في حين يرى آخرون أنها وصف إيجابي يمكّن المجلس ونوابه من ممارسة دورهم الدستوري، بعيداً عن الصخب والتوتر.

وللأسف، أحداث السنوات الأخيرة من ندوات وتجمعات ومؤتمرات خطابية أقيمت داخل مجلس الأمة، وتراشق بين المؤيّدين والمعارضين، رسّخت لدى الشارع أن تلك الحالة من الصخب هي القاعدة، وأن ما عداها من «هدوء» يوحي بأن المجلس صامت لا يؤدي دوره.

وسيادة هذه الثقافة جعلت كثيراً من المواطنين يقيّمون قوة النائب بناء على تلويحاته بالاستجواب، أو خطابه التصعيدي، واختلاف لهجة تعاطيه الإعلامي عن بقية النواب. وكأنه عمل بطولي يضيف إلى رصيد النائب لدى قاعدته الانتخابية.

وقد ساهمت علانية الجلسات في أن تكون أقوال النائب وأفعاله في قاعة عبدالله السالم محط إعجاب من رجل الشارع، فمن المعروف أن قاعة عبدالله السالم لإبداء الرأي فقط، وأن العمق الحقيقي للتشريع من اختصاص اللجان (مطبخ التشريع).

وهناك من يرى قوة النائب بكثرة الاقتراحات برغبة أو بقانون، علماً بأن نشر الاقتراحات في الصحف لا يعني بالضرورة تشريعها أو تطبيقها، أو حتى إيداعها بشكل رسمي في الأمانة العامة وعرضها على اللجنة المختصة، وغالباً ما تكون كثرة الاقتراحات ونشرها للتكسُّب الانتخابي.

ومن هذا المنطلق، يفترض تقييم الرأي العام للنائب من خلال تفاعله مع أعمال اللجان، ومع جدول أعمالها وترتيبه وفقاً لأولويات تلبي حاجات المجتمع. ويعتبر الناخب مقصّرا في تلك المعادلة، لذلك عليه المبادرة في التواصل مع ممثليه في المجلس بشكل عملي ومباشر، لكونه هو مصدر السلطات، وصانع نبض الشارع.

فمن الخطأ الربط أو الخلط بين وصف «هدوء» المجلس وبين الحكم على المجلس والنائب بشكل عام. فهذا خلط متعمد ومغلوط، يحاول البعض إلصاقه بأذهان الناس لمصالح شخصية وسياسية، للأسف!

مع العلم أن الهدوء هو الأصل، وهو صفة لازمت مجالس المؤسسين، وصفة الرموز والشخصيات النيابية الوطنية، التي أنجزت قوانين في غاية الرقي والأهمية من دون ضجيج أو تهديد.

فتوافر الهدوء السياسي نراه منطلقا إيجابيا يخلق حالة من الالتئام في المشهد السياسي والاجتماعي، ومطلبا وطنيا ملحّا يسبق الشروع في أي رؤية إصلاحية أو سياسية أو تنموية.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك