'داعش' آداة بيد النظام السوري ستسقط بسقوطه.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 643 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  داعش والغبراء!

ناصر المطيري

 

تاريخ العرب مستمر في دمويته ومآسيه من زمن داحس والغبراء الى زمن «داعش والغبراء» فقد اختلط الحابل بالنابل في المشهد الثوري السوري، بشكل حير السوريين وأرهق المحللين والمراقبين فزادت علامات الاستفهام والاستغراب، وعندما نحاول التقصي والبحث في المشهد السوري وامتداداته في العراق ولبنان وتداخلاته الاقليمية ذات المصالح  نجد أن النظام السوري وعندما شعر بورطته وازمته واقترابه من حافة السقوط، ابى الا ان يترك سورية ساحة احتراب داخلي، وميدان تنافس اقليمي ودولي لتصفية الحسابات على حساب دماء ودموع السوريين. اطلق من سجونه الشياطين الذين اعدهم جيدا للحظة كهذه. زودهم بما يلزم من سلاح.انسحب امامهم على الارض لكي يصنع منهم مجاهدين ومحررين، وشيئا فشيئا عرف السوريون تنظيم دولة العراق والشام (داعش)، فقد بات للقاعدة قاعدة في بلاد الشام، واتت الاوامر لنوري المالكي لاطلاق ما لديه من عناصر القاعدة، فكانت عملية الهروب المدبر من (أبو غريب)، حيث أفلت اكثر من الف مقاتل عابر للحدود، وكان من ينتظرهم لنقلهم الى سورية. بدأت (داعش) تكبر يوما بعد يوم، تحت مرأى ومسمع النظام ومباركته ودعمه، وفي مقابل داعش كانت ألوية الجيش السوري الحر تتراجع، وجبهة النصرة تتراجع هي الاخرى، وبدأ قادة (داعش) يفكرون بالفعل في ارساء دعائم دولة في شمال وشرق سورية.
حارب رجال «داعش» و«النصرة»، واستولوا على مناطق للجيش الحر، التي سبق أن حررها من النظام، كالرقة، وأعزاز، وجرابلس، ومسكنة بريف حلب، وأطمة بريف ادلب، وسرمدا، ومقري قوات «الفاروق» و«اللواء 313». وآخر انتصارات «داعش» و«الجبهة الاسلامية» استيلاؤهم على المنفذ الحدودي مع تركيا، باب الهوى، قبل أسبوعين، والذي قاتل الجيش الحر من أجل تحريره لأشهر ضد قوات الأسد في العام الماضي.
وكما يرى الكاتب عبدالرحمن الراشد أن «داعش» و«النصرة» حققتا انتصارين مزدوجين.. الأول اختراق الجيش الحر، والثاني تشويه سمعة الثورة وتخويف الشعب السوري والعالم. والآن «الجبهة الاسلامية»، التي نجحت هي الأخرى في شق صف الجيش الحر، بجذب ثلاث كتائب مقاتلة ودعوتها للتمرد ضد قياداتها بدعوى دينية.
والمشكلة في هذا كله أن تسمي هذه الحركة نفسها بأنها «اسلامية»، بينما المشاهدات التي نراها في الوسائل المختلفة لا تنم عن علاقة الا بأناس قد درجوا في القتل والتعذيب والموت وغيرها من الأوصاف السيئة تماما، والتي لا يمكن أن تصدر عن أي شخص يدعي الاسلام دينا، والعروبة قومية، بل والأكثر من ذلك، ولا الى النطاق الانساني برمته، فلا يفعل الانسان بأخيه الانسان ما لا يفعله أدنى الحيوانات الكاسرة رقيا في تلك المملكة.
ومن ملابسات الوضع الراهن يبدو أنه ليس لدى داعش او النصرة مشروع فكري وسياسي واضح المعالم، وكلاهما مخترق من قبل النظام السوري ويرى ان (داعش) أداة بيد النظام وسوف تسقط بسقوطه.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك