الدعيج ناصحاً 'المبارك': غير النهج والتزم بنظام الحكم

القبس

للمرة الألف.. غيروا النهج

عبد اللطيف الدعيج

 

وفق بعض التسريبات الصحفية فإن رئيس الحكومة «مشتط» في البحث عن وزراء اصحاب قرار. هذا يعني بالطبع ان المشكلة في نوعية الوزراء وعجزهم عن اتخاذ القرارات او ترددهم امام القضايا الحاسمة والمعضلات التي تتطلب المعالجة السريعة. فهل المشكلة الفعلية هنا وبالذات في الوزراء وطريقة اتخاذ القرار؟..

هل وزير المواصلات، الذي جمد بشخطة قلم ودون الرجوع لاحد، رئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، التي هي في الواقع اعرق من مؤسسة مجلس الوزراء نفسه، والرئيس المجمد هو وزير سابق ومستشار لحضرة صاحب السمو ومن ابرز من دافع عن الحكومة وسياساتها في الفترة الاخيرة، هل هذا الوزير او مثله بحاجة الى ان يشجع اكثر على اتخاذ قرارات فردية او تطلق يده في الشأن العام؟!..

وزير الصحة، الذي هو الآخر مسح دون تردد جهود طبيبة بارزة لا لشيء الا لأنها أدت عملها باخلاص والتزام باللوائح، فعمل على تحطيمها وحرمان الجسم الطبي من ادائها بنقلها من اكبر مستشفى في الكويت الى اصغرها، هل هو الآخر بحاجة الى من يشجعه على اتخاذ قرارات متسرعة ومجحفة بهذه «الثقة» وبهذه السرعة؟! علما لو ان الوزير تأنى «وخشها» للدكتورة الى حين التنقلات العادية لحقق مآربه ومآرب النائب الذي وزه دون خسارة!!..

المشكلة ليست في سرعة اتخاذ القرار، بل ليست في الوزراء اصلا. المشكلة الحقيقية ايها الرئيس هي في غياب المنظور الحكومي العام والعجز الحكومي عن ايجاد مشروع حقيقي للتعامل مع التحديات والمعضلات التي يواجهها البلد. لقد مر على البلد مئات الوزراء من مختلف المشارب والمآرب، لكن أداء وقرارات احدهم لم تختلف عن التخبط والضياع اللذين تميزت وعُرفت بهما جميع الحكومات الكويتية.

اذاً المشكلة في النهج وفي السياسة العامة. وفي مجلس وزراء يكون مهيمنا حقيقيا على البلد، مجلس وزراء لا يحسب حسابا لحكومات الظل ووزراء يسمعون رئيس الحكومات وليس رؤساء الظل وما اكثرهم... سيدي الرئيس.. غير النهج والتزم بنظام الحكم وساعتها حتى وكلاء الوزارات سيكون لديهم جرأة اتخاذ القرار.