هل تشارك الحكومة في تزوير الأنساب والتاريخ؟!.. سالم السبيعي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 849 مشاهدات 0


الأنباء

لمن يهمه الأمر  /  هل الحكومة تشارك بالتزوير؟

سالم السبيعي

 

يقول الله عزّ وجلّ (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالله سبحانه وتعالى خلق البشر ولكن جعل خلقه بترتيب معين، وذكر لنا أسباب هذا الترتيب في كلمة واحدة هي«لتعارفوا» وفي آية أخرى حذر سبحانه وتعالى خلقه بقوله جل وعلا (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) لم يقل ادعوهم لأبيهم، وكلمة آبائهم بالجمع تدل على التسلسل الأبوي (الأب، الجد.. الخ) فكثيرا جدا ما نسمع أسماء تلفظ أو تقرأ خطأ، إما بزيادة أو نقص حرف أو بالتشكيل ونتجاوزها.. غلطة وتفوت، كذلك نقرأ في المطبوعات غلطة مطبعية فلا ندقق فيها إن كانت مطبوعات وقتية كالصحف، أما الكتب الرسمية أو الوثائق التاريخية فلا بد من استدراك وتصحيح حتى لا تضيع الحقائق ويزور التاريخ، فكم من متهم نجا من عقوبة القانون بسبب حرف أو اشتباه بلفظ، وكم من بريء ظلم باشتباه حرف أو بنقطة أو بتنوين، وكم شيكات بنكية لم تصرف بسبب نقطة او حرف، وكم شخص عانى من تشابه الأسماء في الحل والأسفار.

بعد أن قررت الدولة أن تسلك النهج الحضاري أنشأت أرشيفا دونت به كل المعلومات عن الوطن والمواطنين، وكان كتبتها من إخواننا الوافدين، فكانت لهجتنا وأسماؤنا غريبة عليهم فترجموها بالفصحى (مثلا هيا أصبحت هياء، ولولوة كتبت لؤلؤة) فاضطر أصحاب العلاقة إلى رفع دعاوى بالمحاكم لتصحيح الأسماء لأن مصالحهم تعطلت عندما اشترط القانون الدقة في البيانات، كذلك هناك عوائل انقسمت والسبب الاختصار في الاسم أو التهاون بالتدقيق في كتابه الاسم الأصلي والصحيح، وبعد معاناتهم تم استدراك الامر فلجأوا للتعديل.

ما سبق هو مقدمة للموضوع.

فهل التساهل وغض النظر عن الخطأ يعاقب عليه القانون؟ هل يسمح لي القانون أن أختار لقبا آخر لأسرتي؟ (العجمي، العازمي، الحربي..الخ) أو أختار احد أجدادي وأضيف له «ال» مثل الإبراهيم، الصالح، السالم.

إن الأسماء ليست من الكماليات، إنها دائرة معارف تستنتج منها كل المعلومات مثل شريحة البطاقة المدنية فإن خدشت وانحرفت فقدت الهوية.

كان الشخص عاما يعرفه الناس باسمه المكتوب بالجنسية ينتمي لشريحة كريمة نجلها ونحترمها وله دور في تاريخ الكويت، كرمته الدولة بتسمية شارع باسمه.. ولكن من كتب لوحات الشارع أخطأ في الإملاء إما سهوا أو متعمدا فتسبب في اختلاط الأنساب والأعراق وضيع قول الله (لتعارفوا) فضاعت المعرفة بهذا الخطأ.

إن كانت الحكومة لا تعلم فتلك مصيبة، وإن كانت تعلم فالمصيبة أعظم، لماذا؟ لان اسم هذه الشخصية بملف الجنسية وبكل أرشيف الحكومة ووزاراتها يختلف عن مسمى الشارع، لا يساء الظن بأني أفاضل بين الأسماء (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولكن الحق أحق ان يتبع، إن ما أخشاه أن تتساهل الحكومة بمثل هذه الاخطاء فتكثر وتكبر وتترسب في النفوس وتصبح مشكلة يصعب حلها كمشكلة البدون والشاليهات وغيرها، إن استدراك الخطأ في بدايته وتصحيحه بلسم لكل المشاكل، أتمنى ممن يعنيهم الأمر أن يشعروا بفداحة هذا الخطأ وألا يستصغروه، فإن«معظم النار من مستصغر الشرر» أو تأخذ أحدهم العزة بالإثم فيصر على الخطأ، يقول الشاعر:

كن ابن من شئت واكتسب أدبا.. يغنيك محموده عن النسب.

الطريف أن هذا الشارع أخطأوا بكتابة اسمه مرتين، والأطرف انه بنفس الخطأ، وبعد فترة تم تصحيح الاسم السابق، وننتظر الآن تصحيح الاسم الجديد، وقد تعمدت عدم ذكر الاسم لعدة أسباب منها: حتى اثبت لولاة الأمر أن بعض المسؤولين لا يقرأون، والسبب الآخر حتى أقول لمن يهمه الأمر «ألا هل بلغت اللهم فاشهد».

> > >

كلمات أعجبتني:

لا تفتخر بشيء لم تصنعه أنت

فلا تفتخر بجمالك.. لأنك لم تخلقه

ولا تفتخر بنسبك.. لأنك لم تختره. إنما افتخر بأخلاقك

فأنت من يصنعها.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك