المدرسة والمجتمع

واجهت المؤسسات بمختلف مجالاتها سواء مؤسسات تربوية، اجتماعيه ، اقتصاديه وغيرها من االمؤسسات تحديات ومتغيرات أنتجها عصر العولمه والتي أثرت في جميع جوانب الحياه  سواء سياسيه او تربويه او اقتصاديه بشكل مباشر وغير مباشر علي المجتمع الكويتي .
إن الحديث عن المدرسة لايمكن فصله عن المجتمع ، فهناك أثار متبادله بينهم ، فالمجتمع :مكون من مجموعه أفراد لهم عادات وتقاليد وقيم مشتركه ، وكل فرد من هؤلاء الافراد يلتقون في المجتمع المصغر وهو المدرسة ، الذي يجعلهم يتبادلون هذه القيم والعادات والتقاليد ، فكل طالب يكتسب قيم ومهارات وعادات وتقاليد سواء من المعلم الذي يعتبر هو العنصر الفعال في المدرسه او من الطلاب ، فالذالك تعتبر المدرسه مجتمع مصغر ، ولان المدرسه هي البيئه التي تهيئ كل فرد للخروج للمجتمع والاستفاده منه ، فوقع علي عاتقها مسؤوليه التربويه ،  وتكوين شخصيه الفرد واكتسابه المهارات والقيم التي تساعده علي اثبات وجوده في المجتمع ، وكما ذكر عالم النفس الامريكي جون ديوي:' ان الفشل الكبير في التربيه اليوم يرجع الى اهمال مبدأ اساسي هام ان المدرسه ماهي الا مجتمع صغير ، وان الطفل يجب ان ينشط ويوجه في عمله وتفكيره عن طريق حياته في هذا المجتمع ' ، ونتيجه للتطور التكنولوجي وعصر العولمه ، فمن المفترض ان يكون هذا التقدم موجود في المدرسه حتي يكون هناك تبادل مابين المجتمع والمدرسه حتى لايتصطدم الطالب مع الواقع ويواكب الطالب التقدم الموجود في المجتمع ، فليس من المعقول ان يكون هناك تقدم هائل في التكنولوجيا وتقدم المعلومات وتكون طريقه التدريس تقليديه ، فتكون هناك فجوه مابين المدرسة والمجتمع وكذالك احساس كل من الطالب والمعلم بالنقص في التفكير وعدم تكيفه مع المجتمع الذي يعيش فيه.
ولذالك هناك أثر متبادل مابين المدرسه والمجتمع والعكس صحيح ، وصلاح هذا المجتمع وتطوره متوقف علي صلاح وتقدم المدرسه والعكس صحيح .
عصر العولمه أثر تأثير بالغ علي كل من المدرسه والمجتمع وبما ان المدرسه والمجتمع مفهومان مرتبطان فكل منهم يتأثر بالاخر ،وكما ان عصر العولمه أثر على كل منهم فهناك سليبيات وايجابيات علي تطور هذا العصر وتأثيره علي المدرسه والمجتمع ومن هذه الايجابيات تسهيل عمليه التدريس علي المعلم ،وكذالك تدفق هائل من المعلومات وتسهيل حصولها علي المجتمع ،استخدام المناهج الالكترونيه  واستخدام التعليم الالكتروني مما يسهل علي الطالب توصيل المعلومه بطريقه أسهل،.ومن السلبيات ،اصبح دور المدرسه مقتصر علي الدور التعليمي ،دخول ثقافات غربيه علي المجتمع بفضل تقارب العالم وتقدم التكنولوجيا ،قل دور المعلم من الدور التربويه الي تعليمي فقط ،تباعد مابين الطالب والمعلم وعدم تأثيره علي الطالب من حيث اكتسابه القيم والمهارات العادات والتقاليد .

احمد خالد عبدالرحمن الدويسان ،
الدكتور عبدالناصر فخرو
كلية التربية الاساسية-
اتجاهات تربوية معاصرة