الحجاب الأخلاقي يجب أن يسبق القماشي.. هذا ما يراه وليد الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 1735 مشاهدات 0


الوطن

هيلا هوب

وليد جاسم الجاسم

 

في أفينيوز.. كنت أسير ببطء بعدما أكلت قطعة ستيك بقري أمريكي كبيرة بحجم 16 أونصة، كنت غارقاً في التفكير وأنا أمشي الهوينى.. تارة أفكر في الأزمة السياسية المزمنة، وتارة في الأزمة الإسكانية التي لا تعرف حتى بصيص أمل لحلها، ثم اتجه إلى أزمة البطالة التي يعاني منها الكثيرون، ومنها إلى أزمة التشكيل الحكومي المرتقب.. وهل ستكون حكومة قادرة على عمل شيء؟! أي شيء؟! أم ستكون مجرد (كمالة عدد) حالها حال الكثير من الحكومات التي (سادت ثم بادت)!
تركت الأزمة السياسية والحكومية جانباً.. ثم تفكرت في الأزمة الأخلاقية.. وفيما أنا مطرق الرأس أتفكر سمعت طرقاً محبباً بالقرب مني على أرضية المجمع الصقيلة.
عدت مع هذه الطرقات إلى الواقع بعدما كنت غارقاً في التفكير محاولاً استشراف المستقبل وطرق الخروج من أزمات الحاضر.
تجوّلت ببصري باحثاً عن مصدر الصوت، فإذا بكعبين رفيعين طويلين يضربان الأرض ضرباً ويحملان ساقين جميلتين ظننتهما للوهلة الأولى مكشوفتين ثم تبينت أن ما يشبه الجورب الطويل ولكنه أثخن قليلاً يغطيهما، وهو بلون الجلد البشري الحنطاوي ولذا.. يخدع الناظرين خاصة مع ضيقه والتصاقه الفاضح بالجسم.
رفعت بصري قليلاً، فإذا بالجوربين يرتفعان إلى الأعلى مثل (الهيلاهوب) بلغتنا نحن (جيل الطيبين)، ووجدت شيئاً مريعاً يرتج رجاً عنيفاً ويؤكد سلامة قانون الحركة الثالث الذي وضعه اسحق نيوتن بأن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة، ولكنه مضاد له في الاتجاه وبالفعل فإن ذلك الشيء المريع كان يرتجّ مندفعاً من حالة الاستدارة إلى حالة الاستطالة في حركة من التناغم العكسي المتوافق مع قوة ولحظة الارتطام العنيف للكعب مع الأرضية.
ارتفع بصري أكثر لأفاجأ.. أو.. لأصدم بأن الكاسية العارية التي تلبس هذا اللباس تضع الحجاب على رأسها، لتغطي فقط شعرها.. أما باقي الجسد فهو مكشوف بكامل تفاصيله المتنوعة أمام المشاهدين!!
تساءلت بيني وبين نفسي: هل الحجاب مجرد غطاء للشعر؟!.. هل الحجاب مجرد لباس يخفي جلد الجسد.. لكنه يكشف عن كل تفاصيله؟! أم أن هناك حجابا أخلاقيا يجب ان يسبق الحجاب القماشي، هذا الحجاب الأخلاق الذي يُعلِّم النساء والفتيات ماذا يلبسن ومتى وكيف!!
لقد كان المجمع مليئاً بالسافرات من المتسوقات ولكنهن اشرف كثيراً بحجابهن الاخلاقي من تلك التي حجبت شعر رأسها.. وتركت باقي الجسد مثل «السبيل» للمارّة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك