أمنياتنا لم تحققها سنواتنا التي مضت.. هكذا يعتقد جوهر حيات

زاوية الكتاب

كتب 387 مشاهدات 0


الراي

سوالف  /  أمنياتنا لم تحققها سنواتنا!

محمد جوهر حيات

 

للشعوب والأوطان حول العالم أمنيات وآمال متعددة فهناك شعوب تعمل لتحقيق ما تأمل وهناك شعوب تعمل عكس ما تأمل!
فالكثير منا يأمل ويتمنى بتعامل الحكومة مع الشعب وتعامل الشعب مع نفسه على أساس (المواطنة)، ونتمنى ونأمل بتفتت أدوات الإقصاء السياسي مثل التكتلات والتنظيمات العائلية والقبلية والطائفية، ونتمنى ونأمل بالتوسع الديموقراطي وإدارة الشعب شؤون نفسه بنفسه من خلال الحكومة المنتخبة عبر آلية انتخاب جماعية قائمة على الأحزاب العملية المحصنة بالرؤية السياسية التنموية والنهضوية، ونتمنى ونأمل بأن اختيارات الشعب للبرلمان الذي سيُشكل الحكومة قائمة على برامج عمل تُحاكي الواقع الذي نعيشهُ بلا أوهام تُقال ولا تُفَعّـل، ونتمنى ونأمل أن نعيش في مجتمع يُطبق به القانون على الجميع بلا استثناء وتمييز، ونتمنى ونأمل باقتصاد متين لا يعتمد على مصدر واحد للدخل، وبيئة تعليمية تخدم سوق العمل، وجهاز طبي يسد احتياجات المواطن للتطبيب بعيداً عن (العلاج في الخارج) الذي إستخدمتهُ الحكومة ككرت سياسي لتوسعة قاعدة الموالاة لجلبابها، وتوفير حقل لصقل مواهب الشباب بشكل احترافي بمجالات الإنتاج والثقافة والأدب والفنون والرياضة والاختراع، والأهم من كل ما سبق هو حل معاناة الإنسان الذي بفضل متاجرة السلطتين بقضيته أصبح (بدون) جنسية وحقوق مدنية وتعليم وتطبيب وحرية في بلد اشتهر بالمنح والمساعدات المليونية والمليارية!
وفي كل عام نرجو من السنة الجديدة أن تُحقق لنا أمنياتنا وآمالنا المؤجلة وكأن السنين هي الفاعل وليست المفعول به ونحن المفعول به ولسنا الفاعل! ونتجاهل حقيقة صائبة وهي أن الأيام هي الأيام والسنون هي السنون ومن يُغيرها ويُفعِلها ويُجملها ويُقبحها هو أنا وأنت أيها الإنسان! فتتغيّر أرقام السنين ويكبر العمر، والزمن كما هو الزمن، لم ولا ولن يُغيّر بمفرده، فنحن البشر من نتغيّـر ونُغيّـر!
يا مواطن، يا موالي ويا معارض، يا وزير ويا نائب، يا تاجر ويا عامل، لن تحقق السنوات آمالكم وآمال وطنكم فإن كنتم تأملون خيراً لوطنكم إعملوا لتحقيق ذلك فعلاً وفق الأطر المشروعة بكل نُبل ومصداقية فلن تنهض الأوطان بالأقوال ولن تحيا الأمم بالمحسوبيات والترضيات ولن تتقدم الشعوب عبر الصراعات العرقية والمذهبية والطبقية ولن تتحقق الإصلاحات والتنمية والنهضة في ظل الانقسام والسعي وراء المصلحة الخاصة فأمنياتنا لم تحققها سنواتنا التي مضت، وكل عام وأنتم بخير! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك