العملية التعليمية صناعة انسانية
زاوية الكتابكتب ديسمبر 31, 2013, 9:30 م 859 مشاهدات 0
العملية التعليمية صناعة انسانية في تطور مستمر حالها كحال باقي الصناعات المادية ,كلما مر الوقت كلما تغيرت هذه العملية وتغير اسلوب ممارستها سواء من المعلم او المتعلم فنجد مع مرور الوقت ابتكار بالوسائل التعليمية وطرق شرح الدروس وايصال المعلومات للطلبة ,وهذا مانراه في الدول المتطورة او ما يطلق عليها دول العالم الاول من اساليب في التعليم تمارس من المعلمين تغيّر نظرة الطلبة نحو المادة المقدمة مهما كانت صعوبتها فبإمكان المعلم ان يبتكر اسلوب يوصل فيه الفكرة العامة من الدرس لطلبته ويكسر حاجز الملل او الخوف الذي قد يحيط بهم من المادة ,كما ان المدارس هناك تشجع المعلمين على ابتكار اساليب في طرق التعليم وبإمكان المعلم ان يقدم درسه لطلبته بالطريقة التي يراها هو مناسبة وليست إدارة المدرسة او باقي زملائه المعلمين ,وهذه تعتبر من الإيجابيات ومن الامور البناءة التي ارتقت بمجال التعليم في هذه الدول وجعلتها وجهة لكل طالب يبحث عن العلم ,حيث ان طرق التعليم الحديثة يكون الطالب فيها هو محور الاهتمام وليس المعلم فلا نجد عندهم 'معلم المحور' والذي يريد كل الاهتمام منصب عليه كونه هو العالم بأمور مادته ويرفض ان يأخذ بآراء الطلبة اذا كانت خارجه عن محتوى كتاب المقرر حتى لو كانت صحيحة ,وهذا النوع من المعلمين يقل تواجده في الدول الرائدة في مجال التعليم لأن اساليب التعليم فيها تجعل الطالب هو محور الاهتمام فيكون الطالب هو المتحدث الاول والمفكر والذي يدير الحصة دون الخروج عن محتوى الدرس وكل هذا يكون بإشراف المعلم وبالاخير يحقق الهدف في تعليم الطالب وبناء شخصيته.
نجد هنا عكس من يحدث هناك تماماً ,فأغلب المعلمين هنا لايبتكرون طرقهم بالتعليم فكل اعتمادهم على طرق التعليم التقليدية التي تعتمد على التلقين ولا تراعي الفروق بين الطلبة حيث ان المعلم يدخل ليشرح الدرس بطريقة شفهية مملة تنفر الطالب من الدرس وتجعله يخرج بتفكيره خارج الفصل لحين انتهاء المعلم من الشرح وبعدها نجد ان كلا الطرفين لم يحقق هدفه ,لذلك يجب ان يتنوع المعلم بطرق تدريسه للطلبة وان يستخدم طرق عدة من اجل كسر روتين الدراسة الممل ويغير نظرة الطلبة له وللمادة ,فلا يجب على المعلم ان يتّبع طريقة واحدة بالتعليم ,بل عليه ان ينوع بأسلوبه وافكاره بشرح مادته العلمية للطلبة وان يراعي الفروق بينهم فبعض الطلبة يكون خجول اكثر من غيره وبالكاد يشارك ,والآخر يريد ان يتحدث اكثر من غيره وان يكون مصدر الاهتمام من المعلم ,لذا على المعلم ان يراعي الفروق بين الطلبة ,وان لايتبع اسلوب التعليم التقليدي لأنه لايحقق الاهداف التي يسعى لتحقيقها ,وفي بعض الاحيان إذا ما اراد المعلم ان يغير اسلوب تعليمه ويستخدم وسائل تكنلوجية ليشرح بها الدرس قد يواجه بعض الانتقادات من المعلمين المخضرمين الذين اعتادوا على التعليم التقليدي فهم يشعرون ان هذا المعلم قد يكون سبب لفرض الادارة عليهم ان يستخدموا مثل هذه الاساليب في تعليمهم للطلبة ولكن على المعلم ان لا يكترث لهذا لأن التعليم رسالة عليه ان يوصلها للطلبة وان يستخدم ما يشاء من الطرق التي يراها مناسبة في شرحه ولكن يجب ان تكون في حدود المعقول .
لاننسى ان هناك من المعلمين من يريدون ان يكون كل الانتباه منصب عليه داخل الفصل او كما يطلق عليه 'المعلم المحور' هذا النوع من المعلمين لايستخدم سوى اسلوب واحد في تعليمه وهو التقليدي ,ولا يأخذ بآراء الطلبة حول محتوى الدرس حتى لو كانت صحيحة ,فهو يريد ان يكون المتحدث الوحيد بالفصل ومصدر الاهتمام وان يتبع الطلبة كلامه وآرائه بالحرف الواحد ,وهذا النوع من المعلمين لايفيد الطالب كثيراً لامن الناحية التعليمية ولا من ناحية بناء افكاره التي يتميز بها عن غيره من الطلبة ,لذلك على المعلم ان يبتعد عن اتباع هذا الاسلوب السلبي وان يكون ايجابي في تعامله مع الطلبة ويأخذ بأفكارهم ويوجههم في حال كانوا على خطأ .
من الامور المميزة ان يستخدم المعلم اسلوب التعليم الممتع فهو من الامور المحببة لدى الطلبة ,حيث يشرح المعلم درسه باستخدام التكنلوجيا الحديثة وهذا من شأنه ان يرتب افكار الطلبة اثناء الشرح ويجذب انتباههم ويوفر الكثير من وقت الحصة ,فبدل ان يأخذ المعلم الكثير من وقت الحصة بالكتابة يختصر ذلك بعرض بروجكتر كتب فيه الدرس مسبقاً وكل ما عليه هو ان يشرحه ,رغم ان هذه الطريقة سلسة وبسيطة ومفيدة بنسبة كبيرة إلا اننا لا نرى المعلمين يتبعونها ويكتفون بأسلوب التلقين الممل رغم سلبياته ,وهذا شيء لابد ان يتغير إذا ما اردنا ان نرى مستوى جديد من الابتكار لدى الطلبة.
محمد عايد الزبني
كلية التربية الاساسية – اتجاهات تربوية معاصرة
تعليقات