الحرب الطائفية قادمة أن لم نوئدها! بقلم انور الرشيد
زاوية الكتابكتب ديسمبر 30, 2013, 10:29 ص 1090 مشاهدات 0
لم يفاجئني التحليل الذي كتبه باتريك كوبرن مراسل صحيفة الأندنبندت الشؤون الشرق الأوسط ونشرته ال BBC العربية بعنوان 'دول الخليج تؤسس لحرب طائفية سنية شيعية'، أنا على ثقة بأن هناك من سيقول هذه سياسة صهيونية أمريكية غربية وغيرها من تخرصات لم تعد تقنع أحد اليوم ، فالواقع يفرض نفسه والحقائق تؤكد نفسها بنفسها وعندما يتحدث الغرب عن حرب طائفية بالمنطقة فهو يقرأ ما يتخذ من سياسات اتجاه قطاعات واسعة من الشعوب وسياسة الإقصاء والتهميش وأخطرها التكفير يشاهدها الغرب ونشاهدها من قنوات الفتنة التي تكفر وتحلل وتحرم وفق أهواء من يدعمها لإلهاء الشارع عن ما يحدث من تفريغ واضح للخزائن المليارية ولا يهمهم أن تطاحن المجتمع بعد ذلك أم أن تتفجر حروب طائفية معتقدين بأنهم سيسلمون منها عبر الهروب لأوربا ، كل ذلك حقيقة لا يهم ماهو مهم أن تعي هذه المجتمعات والشعوب والنخبة لمثل هذه السياسات التي لم تعد خافية اليوم ويمكن لأي متابع أن يتلمسها في المنطقة ، وعليه لابد من طرح السؤال التالي بما أننا عرفنا ما يخطط لنا سواء من الصهيونية العالمية أو من أمريكا أو من الغرب عموما أو من داخلنا لإشعال هذه الحرب السؤال الجوهري لماذا نحقق لهم هذه الحروب من خلال سياسات التهميش والإقصاء والتكفير؟ والسؤال الأخر أليس بهذه الأمة عقلاء يحذرون من خطورة ما يُتبع من سياسات ستقصم ظهر المجتمعات و تدخلها بحروب طاحنة الرابح بها خاسر؟ ومن وراء تلك السياسات والقنوات التي تبث سمومها الطائفية؟ وكأن المنطقة خلت من المشاكل حتى تتفرغ تلك القنوات ومن ورائها لضرب النسيج الإجتماعي في المنطقة ، اليوم وبعد ما أكد باتريك كوبرن ما كنا نحذر منه وهو بالمناسبة لم يأتي بشيء جديد وإنما ما ذهب إليه بتحليله هو ملامس لواقعنا سبق وأن قدمت به ورقة عمل لمؤتمر شبكة التسامح العربية في بيروت قبل ثلاث سنوات بعنوان أنهم يفخخون المجتمع و ذكرت بها ما توصل له باتريك كوبرن من استنتاج ، أن محاولة فهم الواقع بعيدا عن التشنجات والاتهامات التي برعنا بها خلال العقود الماضية ، كفيل بتجنيبنا مأساة نحن بغنى عنها صحيح أن المنطقة تمر بمنعطف تاريخي حقيقي لا ينفع معه الدخول بصراعات ومناوشات وتبادل التهم بقيادة رجال امتهنوا الدين كوسيلة لنشر الرذيلة الطائفية بدلا من محاولات وأد الفتنة يزيدونها اشتعالا ، لذلك أن أوان أن تعي الشعوب ما يُخطط له هؤلاء الأشرار وأن أوان التصدي لهم عبر كشف زيفهم و خلع هالة التقديس التي يسبغونها على أنفسهم وبدعم واضح من نظم لم تعد قادرة على أعادة أنتاج نفسها ، لذا اصبح همها وشغلها الشاغل هو بث روح الكراهية بالمجتمعات لكي يخلوا لهم الجو بعيدا عن عيون من يفترض بهم محاسبتهم على تلك الجرائم التي ترتكب بحق هذه الشعوب الغارقة بأزمات يومية لا حدود لها ، واخيرا سبق وأن طالبت بأن يتم الاستعداد لأسوء الاحتمالات وهذا من حقنا بعد أن مررنا بعدد كبير من التجارب خلال العقود القليلة الماضية وهذا أقل ما يمكننا أن نفكر به اليوم لأن الأيام ستكون حبلى بمفاجأة غير سارة لا بل مفاجآت مرعبة .
أنور الرشيد
تعليقات