حزب الله يضع بلاده كلها رهينة بيد الغير.. هكذا يعتقد وليد الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 424 مشاهدات 0


الوطن

فرخ الإمعة.. إمعة

وليد جاسم الجاسم

 

لبنان واحدة من أعلى الدول العربية في مؤشرات التعليم والثقافة والتفتح الديني والاجتماعي وكانت دوماً مركز إشعاع ثقافي عبر الحريات الواسعة المسموح بممارستها فيها ما جعلها واحدة من أهم المناطق العربية التي تمتهن طباعة ونشر وتوزيع الكتب في أوقات كانت فيها الأنظمة الحاكمة في العديد من الدول العربية تمارس العداء العلني.. بل والهستيري أحياناً تجاه أي كتاب.. حتى لو كان كتاب الله!
لكن، لبنان هذا نفسه وبكل ثقافته وتميّزه الاجتماعي وتنوعه الديني صار نموذجاً أبرز لممارسة (عبادة الفرد)، وهو سلوك غريب يفترض أن يكون معاكساً تماماً للشعوب التي تحمل في نفوسها وعقولها العلم والثقافة كما هو حال معظم اللبنانيين.
صار من الطبيعي في لبنان توريث الزعامات، فابن السياسي سياسي تماماً مثل فرخ البط.. عوّام. والجماهير التي كانت تحترم الأب وتعظّمه وتطيعه لأنه امتلك صفات القيادة التي تؤهله لذلك صارت تنتقل تلقائياً بكل مشاعرها وربما أكثر من الأب الراحل الى الابن المهدد أيضاً بالرحيل (انفجاراً) في أي لحظة.
فقد فاق التعصب الثقافة وحلّ محلها وصار التعصب هو من يقود أكثر شعوب العرب تنوّراً وليبرالية.
لبنان.. هل رغم كل ثقافته وتنوعه وليبراليته بلغ مرحلة العجز عن حكم نفسه بنفسه؟
.. هل عجز أبناؤه عن التفاهم والتحاسن وتوزيع المسؤوليات والمهام؟.. هل باع غالبية الساسة أنفسهم الى (الحزب) و(التيار) و(التبعية) الى أطراف خارجية.. حتى صاروا لا يأبهون وهم يقتلون بلادهم وإخوانهم يومياً؟!
اليوم.. أنصار حزب الله يفرحون لأي دماء تسفك من إخوانهم أتباع التيارات غير الموالية لهم، وأنصار الجهات الأخرى يفرحون بأي مصيبة تحلّ على حزب الله، لأن التعصب هو سيّد الموقف ولا مكان للاعتدال الذي كان يتميز به الوزير السابق محمد شطح، الذي مع تفجيره وقتله فجّروا وقتلوا أية آمال في سواد فكر الاعتدال.
أما لبنان.. فلم يعد يمثل في نفوس الكثير من أبنائه أكثر من أغنية يترنمون بها.. ألماً.. أو فرحاً.. (بحبك يا لبنان.. يا وطني).
٭ ٭ ٭
مع كل جريمة جديدة من جرائم (حزب الله) أتذكر كل (قصيري النظر) ممن شنّوا ضدنا الحملات تلو الحملات، وحرّكوا التجمعات وحرّضوا على المقاطعة وإلقاء الصناديق لأننا رأينا في سنة 2006 ما عجزوا أن يروه.
كنا نرى ونعلم أن حزب الله يضع بلاده كلها رهينة بيد الغير، لكن هؤلاء لم يقرأوا، وإذا قرأوا لم يفهموا، وإذا فهموا.. استهبلوا.
والآن.. من نعتونا بالصهيونية في الأمس القريب لأننا وقفنا ضد حرق حزب الله للبنان، صاروا ينعتون من يحب حزب الله بالصهيونية.
أمثال هؤلاء المتقلبين.. وما أكثرهم في الكويت، وتقلّبهم ليس في الشأن اللبناني وحده.. هؤلاء.. الأفضل لهم أن يعلموا أنهم لا يصلحون لأن يكونوا أكثر من (إمعات).

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك