الفكرة في بلاد العربان والفرنجة.. بقلم جعفر رجب
زاوية الكتابكتب ديسمبر 25, 2013, 12:56 ص 717 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / بلاد العربان
جعفر رجب
الفكرة في بلاد العربان التي تقطع فيها اللسان غالية، بعكس بلاد الفرنجة، ففي بلادهم عندما تمتلك فكرة عبقرية يكون ثمنها «شوية» الملايين، ولكن في بلادنا الفكرة العبقرية قد يكون ثمنها روحك، وما اكثر من كانت ارواحهم ثمنا لافكارهم في هذه البلاد القابعة على الزيت والرمال!
الفكرة في بلاد العربان التي تمشي في مناكبها الإبل والرعيان قيمة، بعكس بلاد الفرنجة، ففي كل بلدانهم الكافرة يقيمون الانسان بافكاره، أما في بلادنا فالفكرة مثل لوحة «الموناليزا» لا تقدر بثمن، ولهذا لن يحصل على ثمن لافكاره أبداً!
الفكرة في بلاد العربان التي تقودها الخرفان كريمة، ففي بلاد الفرنجة هناك ما يسمى زورا وبهتانا حقوق الملكية الفكرية «وشوية كلام فاضي»، أما في بلادنا فبعد ان حللوا سرقة الناس ملابسهم واحذيتهم، أوجبوا سرقة أفكارهم، ولهذا من الطبيعي أن تكون فكرتك كريمة بجدارة انها تسجل باسم عشرة أشخاص غيرك!
الفكرة في بلاد العربان التي تقود فيها العربة الحصان شريفة محترمة، بعكس بلاد الفرنجة التي تعيش الفكرة حياة منحرفة كافرة مشركة ملحدة، فهنا الفكرة من الغرفة الى حوش البيت، فهي تخاف من كلام الناس، والمباحث، والملا، وتخاف من الأب والأم والأخ والجيران، وبائع الفلافل في آخر الشارع، وحارس العمارة في أول الشارع... جميعهم يراقبون الفكرة في كل حركاتها وسكناتها، ولا تخرج للشارع إلا ملتحفة بسبع عباءات سوداء وجيش من المحارم، خوفاً من خدش حياء عقول الناس!
الفكرة في بلاد العربان التي لا يزيد فيها غير «الذبان» شجاعة، بعكس بلاد الفرنجة، حيث يخاف صاحب القلم هناك من أن يكتب كلمة بلا مصداقية الا بعد تمحيص، اما في بلادنا والحمد لله الفكرة شجاعة، وصاحبها متهور، يكتب سخافة، فيؤمن بها الأغبياء، ويقاتل من أجلها الحمقى!
حرة كالنوارس، بعكس بلاد الفرنجة التي تتبنى الفكرة وتحولها إلى واقع ملموس، ففي بلادنا الفكرة حرة، طليقة، تائهة، مشعثة مغبرة، بملابس ممزقة، وأقدام حافية... لا يتبناها أحد، فهي رجس من عمل الشيطان، ووليدة علاقة آثمة بين المفكر وبنات أفكاره!
الفكرة في بلاد العربان التي تسكن شعوبها بين طنجة ومسكان، قبل الخبز دائما، وأغلى من الخبز، وأهم من الخبز... ولهذا فسعر الخبزة عشرون فلساً، وسعر الفكرة قد تصل لعشرين ديناراً...!
تعليقات